اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: طبق حقوق الانسان

العمود الثامن: طبق حقوق الانسان

نشر في: 14 إبريل, 2021: 10:26 م

 علي حسين

يبدو أن القائمين على إدارة "دكان" المفوضية العليا لشؤون حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يتمتعون بروح فكاهية وقدرة غير عادية على اصطياد "القفشات المسلية"، وعلى هذا الاعتبار سمعنا صراخهم بشأن الأمير حمزة،

وكيف أن الناطقة باسم "الدكان" السيدة مارتا هورتاردو أبلغتنا قلقها على الأمير الاردني، وأنها لم تنم الليل حتى تطمئن على أن الأميرحمزة نام في قصره. لم يفاجئني هذا الخبر لأنني في كل مرة أرى كيف تتخلى مفوضية حقوق الإنسان عن الموضوعية حين تنظر إلى بلدان مثل العراق وسوريا وليبيا باعتبارها زائدة عن الحاجة.. ما فأجاني هو سيل النكات التي ظلت تطلقها السيدة مارتا هورتاردو وهي تذرف الدموع على ما جرى في الأردن، ولم تكتف بذلك بل أضافت بعض التوابل إلى " طبق " حقوق الإنسان وطالبت المجتمع الدولي بأن يتدخل لحل مشكلة عائلية بين حاكم دبي وابنته. وأنا أقرأ هذه البيانات "المضحكة" تيقنت بالدليل القاطع أن وجود مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في هذه الدنيا الفانية لا لسبب إلا لكي تمارس الخديعة والضحك على الناس، فتراها تصدر بياناً عن خلافات عائلية لمجرد عمل "شَو" إعلامي، وتعتبر الأمر انتهاكاً لحقوق الإنسان!!.. وفي الوقت نفسه تغمض عينيها عن مئات المختطفين في العراق وليبيا وسوريا الذين لا يعرف أحد مصيرهم..مما يثبت أن ماكينة حقوق الإنسان الاممية مصابة بالعطب، أو بالعمى .

ياسادة ياكرام، عشنا في هذه البلاد فصولاً متواصلة من القتل والتغييب من دون أن تخرج علينا السيدة مارتا هورتاردو لتسأل : اين اختفى سجاد العراقي ظن وما هو مصير الاعلامي مازن لطيف ، واين حل الدهر بالكاتب والاديب توفيق التميمي ، وما هي الاجراءات التي اتخذت في قضية مقتل هشام الهاشمي .

تعودنا منذ سنوات على بيانات لجان حقوق الانسان ، التي لم تعد أرقام الضحايا مهمة بالنسبة لها ولا حجم الخراب، في كل يوم مع خبر جديد، لكننا ننتظر متى تطل علينا السيدة مارتا هورتاردو لتقول لنا انا متضامنة معكم .

تعودت المنظمات الدولية ان تنظر الى مشهد مقتل المواطن العراقي بانه ليس مهماً جداً، فهذا أمر عادي يحصل كل يوم ولا يستحق بياناً من منظمة دولية ، ولا مؤتمراً تذرف فيه السيدة مارتا هورتاردو ولو دمعة واحدة . ولا خبر في الصفحات الاولى، ولا برقية تعزية، لاحظوا أن الذين يصدرون بيانات مفوضية حقوق الانسان " الكوميدية " ، لا يعنيهم مقتل شابة عراقية او خطفها في وضح النهار ، فالأمر مجرد حادثة بسيطة. تلك هي باختصار حكاية مفوضية حقوق الإنسان لصاحبتها الأمم المتحدة... حكاية تعيسة تنتهي دائماً بغياب المصداقية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Anonymous

    ومتى ناصرتنا هذه المفوضية لنتوقع منها الاهتمام بمعاناتنا الانسانية اليوم

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram