TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: وماذا بعد الكربولي؟

العمود الثامن: وماذا بعد الكربولي؟

نشر في: 19 إبريل, 2021: 10:21 م

 علي حسين

والآن السيد جمال الكربولي، معتقل بتهم فساد مالي، الأمر ليس مزحة، ولا محاولة لاستغفال القرّاء، لكن، حقيقة يتابعها المواطن العراقي من على شاشات الفضائيات وفي مواقع الأخبار..

وقبل هذا التاريخ كان السيد الكربولي قد أتحفنا قبل عام بعدد من التغريدات على تويتر يشكو فيها حال البلاد وطالب بـ"عظمة لسانه" باعتقال الفاسدين، حتى يسترد العراق أمواله من جيوب المفسدين الذين خربوهلعل أسوأ أنواع الخطباء، من يتصور أن الناس لا تملك ذاكرة، ولهذا تجده فاقد الإحساس والخجل، ويفعل ما يشاء، دون أن يقول له أحد يارجل كان بإمكانك أن تعيد أموال الهلال الأحمر أولاً، وأن تكشف الفساد في وزارة الصناعة التي حولها شقيقك أحمد الكربولي خلال أربع سنوات إلى شركة خاصة، قبل أن تتحدث عن جيوب المفسدين

طبعاً من حق جمال الكربولي أن يشكو من ظلم الفساد ، كما أن من حق النائب محمد الكربولي أن يشكو من ظلم الأحباب من قادة البلاد الذين سهلوا لعائلة الكربولي أن تصبح على قائمة كبار الأغنياء، ومهدوا لها السبل لنهب وزارة الصناعة، ولكن الأهم من هذا كله هو حق الشعب في أن يعرف من الذي سرق أمواله ومستقبل أبنائه. السؤال الجوهري لم يكن هو: هل جمال الكربولي سيطلق سراحه أم ستتم محاكمته؟، ولكن السؤال هو: كم مسؤولاً متهماً بسرقة أموال البلاد؟ ثم ــ وهذا هو الأهم ــ من الذي يتحمل مسؤولية ضياع مئات المليارات من الدولارات في مشاريع وهمية؟. ونريد كشعب أن نعرف أليست هناك ملفات فساد كثيرة لم يقترب منها أحد حتى هذه اللحظة لا لشيء إلا لأنها تمس أشخاصاً تحرص الدولة على عدم الاقتراب منهم، بل أن البعض ممن ملأ الفضائيات أغاني وحكايات عن النزاهة والشفافية، حيث تحول الفاسد والمرتشي إلى خطيب مفوّه عن الفضيلة والأمانة، وقد تعلمنا، من الخراب الذي يحاصرنا منذ سنوات، أن المسؤول والسياسي العراقي، ما إن يجلس أمام المايكروفون حتى يتراءى له، أنه مصلح اجتماعي.

لكنني، أنا المواطن العراقي الذي يتمتع بخيرات "الشهرستاني"، أمضي سنوات العمر متسائلاً عن أسباب صمت مسؤولينا وساستنا عن الكوارث التي مررنا بها خلال الثمانية عشر عاماً الماضية، لماذا ياسادة نحن أبناء البلاد الوحيدة التي تعتقد أنّ موت أبنائها وإفقارهم وتشريدهم مؤامرة أميركية يجب معالجتها بالصواريخ ، وليس بالعمل والمثابرة وبناء الوطن .

ايها السادة ، المشوار طويل والقضاء لم يقل كلمته بعد في ملفات خطيرة للنهب ، والأهم أن الناس لن تقبل أن يغلق ملف الفساد باعتقال جمال الكربولي، بل المطلوب حملة لاعتقال كل من سرق أموال العراقيين وأحلامهم بشعارات وخطب كاذبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram