TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ماذا بقى من الانتخابات؟

العمود الثامن: ماذا بقى من الانتخابات؟

نشر في: 21 إبريل, 2021: 10:43 م

 علي حسين

أيها المواطن العراقي الذي تحاصره أخبار الانتخابات المبكرة، وضجيج التحالفات السياسية، ونصيحة صالح المطلك بأن يبقى الحال على ما هو عليه " لأن اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفه"، أيها المواطن، إذا كنت مستعداً لتصديق أكذوبة أن أشخاصاً خدموا في بلاط الطائفية منذ عام 2003، يستطيعون أن يشكلوا أحزاباً وتيارات يكون شعارها الوطن للجميع، فهذا يعني أنك تتلذذ بأن تعيش دور المخدوع، الذي أدمن على خطب وشعارات منتهية الصلاحية.

ثمانية عشر عاماً لم نسمع خلالها سوى بيانات ومؤتمرات تندد بالطائفية وتشتم الطائفيين، وكلما أمعنوا في الكلام عن دولة العدالة الاجتماعية والمساواة التي سيعيشها الناس على أيديهم، كانت المصائب والمآسي تصب على رؤوس العراقيين، لنصحو جميعا على دولة يعيث فيها الخراب.

من ينسى صراخ النجيفي وهو يحذرنا من النزعات الطائفية الضيقة؟، ولعل كلمات المالكي لا يزال صداها يتردد في الفضاء حين طالبنا جميعا بأن لا نصغي إلى الحكومات التي تنفث في نار الطائفية.. اليوم تثبت الوقائع أن النجيفي كان يضحك علينا، وأن المالكي كان يشحذ الهمم للدفاع عن كرسيه.

وسيسأل سائل ما الضير أن تندمج أحزاب وتتحالف تيارات لتشكيل كيانات سياسية تسعى للحصول على السلطة من خلال صناديق الاقتراع؟ أليست هذه الديمقراطية التي تتحدثون بها وتكتبون عنها؟، وسأقول إن كل ممارسة سياسية سلمية أمر مرحب به ما دامت لا تستخدم العنف والخديعة طريقاً للحكم، لكن المطلوب أولاً، وثانياً، وثالثاً، أن تُبنى هذه التكتلات على أرضية وطنية خالصة، لا على مربعات وخنادق طائفية.

لقد ظل سياسيونا مصرين على اعتقال إرادة العراقيين داخل أسوار الطائفية والإحساس بالخطر من الآخر، وافتعلوا أزمات سياسية محبوكة، بالتوازي مع إشاعة أفلام الرعب من الخطر الخارجي الذي يحيق بأبناء الطائفة، مراهنين على أن المواطن سيلغي عقله، وينصرف تماماً إلى البحث عن غطاء طائفي يحميه من غدر الآخرين.

منذ انتخابات 2006 وبعدها انتخابات 2010 وانتهاء بانتخابات 2018 التي جرى تخطيطها وتصميمها طائفياً، اكتشف الناس، ولو متأخرين، أن سياسيي الطوائف لم يقدموا خلال هذه السنوات الماضية سوى أداء كاريكاتيرياً مضحكاً وأن مرشحيهم كانوا يخبئون دول الجوار تحت ثيابهم، وظلوا حتى هذه اللحظة شركاء في تدمير الشخصية العراقية.

إن خفافيش الطائفية، هم جميعاً من أفسد وسرق ونهب وقتل على الهوية، لا فرق بين سياسي طائفي فالجميع شركاء في تخريب الوطن وسرقة أحلام الناس.

التغيير ليس انتخابات مبكرة فقط، بقدر ما هو تفكيك بنية فاشلة ترى في كرسي الحكم حقا شرعيا، وهذا لن يتم بمجرد تنظيف الواجهات ، بينما يبقى الخراب والفشل يحتلان أركان الوطن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram