TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: أندية تحت خط الإفلاس!

كلمة صدق: أندية تحت خط الإفلاس!

نشر في: 26 إبريل, 2021: 10:25 م

 محمد حمدي

ستهدأ النفوس قريباً، وتستوعب جماهيرنا الهزائم المُذلّة لأنديتنا الكبيرة الجوية والشرطة في بطولة أندية آسيا الأبطال ضمن منافسات دور المجموعات، ومع ما رافق هذه المباريات من تصريحات وتوقعات سبقتها أو تلتها وصولاً الى تعليلات الأسباب وراء المستوى الهزيل على لسان المُحلّلين وهم كُثر طبعاً تناولوا المشاركة بالعرض والتحليل الدقيق منذ أول مباراة لممثلينا الجوية والشرطة، إلا أنني لن أحيد عن الرأي القائل بأن اللاعب العراقي يلعب بروحية المنتخب فقط، ويقدم جُلّ ما يستطيع إن أرتدى ألوان الفريق الوطني.

لا يُمكن لأي أحد أن يقنعنا خلاف ذلك بأن الجوية قد حصد ثلاثة ألقاب متتالية في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وهي من بطولات المظاليم أو الهواة كما هو معلوم، ولا أريد أن أقلّل من شأنها طبعاً، ولكنها بطولة بسيطة لا ترقى الى مشاركة الأندية اليابانية والسعودية والاسترالية والقطرية والإيرانية والصينية وغيرها من أندية آسيا الكبرى.

آثرتُ هذا الرأي في إحدى القنوات الرياضية ويبدو أنه لم يُعجب أغلب من كانوا يتابعونه وأولهم المحلل الرياضي الذي كان يشاركني أطراف الحديث وألقى باللائمة على المدربين وحمّلهم أسباب الخسارات الثقيلة أمام فرق مجموعتيهما، وأشار إلى أن المدربين وصلوا الى السعودية والإمارات مُنتكسين منذ المباراة الأولى ولم يستطع لاعبنا مجاراة اللاعب في الفرق الإيرانية والقطرية والسعودية والإماراتية على حد سواء، وظهر الفرق واضحاً في التكنيك والإعداد وثقافة اللاعب وتصرّفه، وصولاً الى حديث المدربين الذي سبق المنافسات بتكرار عبارة الفرق الواضح بين أنديتنا وأنديتهم!

حقيقة أن هذا الكلام وغيره ربّما أسهم في فتور اللاعبين وشتّتَ أفكارهم، ولكن أجزم لو أن أي فريق في الدوري المحلي لعب عشر مباريات أخرى أمام الأهلي والدحيل والاستقلال لخسرها جميعاً، فالمشكلة القائمة هي مشكلة إعداد طويل الأمد وتثقيف اللاعب والارتقاء بالدوري المحلي العراقي الضعيف والذي لا يصل الى جودة مباريات الدوري في الدول الأخرى.

إن المقارنة التي نجريها اليوم لأنديتنا المشاركة في البطولة الآسيوية تكاد تكون هائلة جداً وغير منطقية من توافر جميع مسبّبات النجاح هناك الى غيابها هنا وأولها الاحتراف في الإدارة والدعم والبنى التحتية، وهذه النقاط مهمة وليست عبثية تطلق جزافاً، وطالما كان حال الأندية صعباً ومعه تردّي أوضاع الدوري الى مستوى مُرهق فمن غير المعقول أن نصل بأحد أنديتنا الى أبعد من دوري المجموعات حتى وإن كان يملك رصيداً هائلاً من جمهور رائع لا يتوافر لدى الغير ولاعبين هم أركان المنتخب الوطني العراقي كما هو الحال مع الشرطة مثلاً.

وبالعودة الى فرضية المنتخبات وتقديم اللاعب لجهده فيها، فإن المنتخب هو ذروة ما يمكن الاهتمام به وتجميع اللاعبين المحترفين وتوفير المدرب المحترف والمباريات الإعدادية مع الحماسة لدى اللاعب من أجل أن لا يفوّت الفرصة كل ذلك يدفعه لتقديم أفضل ما لديه ومعها ظهور المنتخب العراقي متماسكاً لا يمت الى ظهور الأندية بصلة، أما الرأي القائل بأن لاعبنا يُبدع مع المنتخبات فقط، هو رأي صحيح، ودليل قاطع على العقلية القديمة التي يتمتّع بها وعلاقة ذلك مع تصنيف ناديه وحجمه محلياً وعربياً وآسيوياً!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: اقفاص الأسد في يومها الأخير

العمود الثامن: تذكروا أنكم بشرٌ

العمود الثامن: دولة مدنية

" البعث" بدِمشق وبَغْداد.. غساسنة ومناذرة

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

العمود الثامن: محاكم تفتيش نقابة المحاميين

 علي حسين ارتبط تاريخ نقابة المحاميين العراقيين ارتباطاً قوياً بأسماء كبار رجال القانون ، فكان اول من جلس على رئاسة كرسي النقابة ناجي السويدي الذي جاء من رئاسة الوزراء الى نقابة المحاميين ،...
علي حسين

باليت المدى: حين تتحول البنايات الى موسيقى

 ستار كاووش لم أتوقع بأني سأحب أعمال الفنان والمعماري النمساوي هاندرتفاسر (1928 - 2000) وأتعلق بأنجازاته الفريدة الى هذه الدرجة. فرغمَ أني كنتُ قد شاهدتُ له أعمالاً متفرقة هنا وهناك، لكن حين حصلتُ...
ستار كاووش

رسالة إلى دكتاتور: هذا ما حصل

د. أثير ناظم الجاسور هذه بعض كلمات إلى كل حاكم بغض النظر عن وجوده في اي مكان من هذا العالم العربي أراد ان يستخدم القوة فأفرط باستخدامها فظلم شعبه ونال من كرامتهم وحط من...
د. أثير ناظم الجاسور

التأثير السياسي التركي في سوريا بعد سقوط الأسد: الأهداف والاستراتيجيات

محمد علي الحيدري مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، برزت تركيا كأحد اللاعبين الرئيسيين المؤثرين في تشكيل مستقبل البلاد. خاصة وأن أنقرة طالما دعمت المعارضة السورية، وسعت إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.في...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram