TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: اختيار الاخوان

العمود الثامن: اختيار الاخوان

نشر في: 26 إبريل, 2021: 10:39 م

 علي حسين

مع بداية شهر رمضان من كل عام تتحول الفضائيات إلى سوق يطرح كل ما هو جديد في مجال الدراما التلفزيونية، وصارت المسلسلات التلفزيونية صناعة قائمة بذاتها لها جمهور واسع يتابع أبطاله المفضلين، وفي كل عام تبرز وجوه جديدة، وتتألق وجوه قديمة، وتطرح موضوعات شائكة، وأخرى مكررة ومملة، والجيد منها يجد استحساناً وفرحاً حقيقياً في متابعة أحداثه.

ومثل كل عام أمنّي النفس بمسلسل تلفزيوني عراقي يسلط الضوء على أزمتنا الحقيقية، وأن تكون هناك مادة درامية جذابة ومفيدة، بعيدً عن كوميديا المواقف، والبكاء على الأطلال. بعد ثمانية عشر عاماً من الخراب، تبدو الدراما مهزومة، لم تستطع أن تقدم لنا الصورة الحقيقية للخراب الذي يحيط بنا من كل جانب، وفي الوقت الذي نتابع فيه مسلسلاً مثل "الاختيار" يفضح التنظيمات السياسية التي تتاجر بالدين، نجد شبكة الإعلام العراقي عاجزة عن تقديم دراما تناقش ما جرى في العراق من خراب ودمار .

في مسلسل الاختيار تتضح الصورة الحقيقية لتنظيم الأخوان المسلمين الذين أرادوا لخطابهم الانتهازي والمتلون أن يصبح قانوناً حتى لو اقتضى الأمر بقوة السلاح والترهيب، وقد استطاع المسلسل أن يتوجه إلى المشاهد ليضمه إلى قائمة الرافضين لهذه الجماعات التي لا تؤمن بالوطن، فكان أن أعاد حكاية هذه الجماعة التي لا تؤمن بالسلام ، مسلسل استطاع أن يمزج بين الوثائقي والدراما، يوثق كل لقطات الإرهاب، ومحاولة السيطرة على الدولة، وإشاعة الفوضى من أجل الوثوب على كرسي السلطة، وأنا أتابع مسلسل الاختيار تذكرت ما يجري في هذه البلاد من دراما وحوارات سياسية مضحكة ينافس أبطالها نجوم الكوميديا، وقفشات تتسابق لتنال موقعاً على واجهة الشاشات الفضائية، من أجل أن تصيب المشاهد بتخمة تتوازى مع تخمة الموائد في رمضان، مع فقر في الخدمات وشارع يعج بالعاطلين، أليست هذه دراما أغنى مما قدمته الفضائيات العراقية؟ أرجو ألا يظن أحد أنني أسخرُ من الدراما العراقية، أو أصر على التعريض بساستنا " الأفاضل"، فما يجري هو تجاوز فــن السخرية بمراحل كبيرة، لكنني أحاول القول: إن لا شيء يحمي الشعوب من الدخول في جُبِّ الفشل سوى ساسة يؤمنون بتحمل مسؤولياتهم في الصح وفي الخطأ

نحتاج الى مسلسل درامي يفضح الساسة الذين تحولوا الى قطاع طرق الديمقراطية، والذين يعتقدون ان الديمقراطية هي خطف صناديق الانتخابات ، مثلما خطفوا الدولة، في وضح النهار ، وادخال البلدان إلى متاهات الطائفية والانتهازية ، تاسيس نظرية حكم نفعية تبرتز الناخب باسم الدين ، والاآخرة . سلطة مهمتها الاولى تفقير البلاد وجعلها تابعة وضعيفة وترسيخ مثلث " الجهل والخوف والتخلف "

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ali

    الديمقراطيه نظام اثبت فشله في بلدان كثيره لعدم وجود قوه للقانون واعراف اجتماعيه مخالفه للمنطق

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram