علاء المفرجي
دخول ممثل من طراز انتوني هوبكنز وفرنسيس ماكورماند حومة المنافسة على جائزة الأوسكار في دورتها 93، لم يفسح مجالاً للتوقعات بالفوز بجائزة أفضل ممثل وممثلة في الإداء، فهوبكنز لم يكن مجازفاً وهو بعمر 83 عاماً بالدخول بهذا الصراع العنيد من أجل الظفر بالجائزة لولا يقينه التام بأنه سيقدم أداءً فيه من الإعجاز الشيء الكثير، والأمر ينطبق على ماكدورماند التي دخلت مع كبار نجمات هوليوود في سبق نيل الأوسكار (ممثلين وممثلات) ..
حيث زرع دخولها هذا العام التوجس لدى الممثلات المرشحات، لمعرفتهن بإداء هذه الممثلة المخضرمة.
وقد كتبنا في مناسبة سابقة عن الحضور النسائي الطاغي هذا العام في الترشيحات لهذه الجائزة السينمائية الكبرى في الولايات المتحدة.
فكما انطبق الأمر على البروز الواضح والكبير للنساء في نطاق الترشيحات.. فكان لافتاً أن أكاديمية الأوسكار التي غالباً ما توجَه إليها الانتقادات بسبب ضعف تمثيل النساء والأقليات في ترشيحاتها، اختارت هذه السنة امرأتين من بين المرشحين الخمسة لجائزة أفضل مخرج، هما كلويه تشاو عن "نومادلاند" وإيميرالد فينيل عن "شابة واعدة"، وهو ما يشكّل سابقة في تاريخ هذه الجائزة، وباتت تشاو كذلك أول امرأة تنافس في أربع فئات مختلفة ضمن جوائز الأوسكار، وهي أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل توليف. ومن الأرقام القياسية الأخرى هذه السنة أن عدد الترشيحات التي حصلت عليها نساء بلغ في 76..
جاءت الجوائز يوم 25 نيسان لتؤكد هذا الإنجاز فقد حصدت 15 امرأة 17 جائزة هذا العام وهو رقم قياسي. ومن بين الجوائز التي فازت بها نساء جائزة أحسن صوت لفيلم "صوت المعدن" (ساوند أوف ميتال)، وجائزة تصميم الإنتاج التي ذهبت لفيلم "مانك" وأفضل سيناريو مكتوب خصيصاً للسينما وهي الجائزة التي فاز بها فيلم "شابة واعدة" (بروميسينج يانج وومن).
وكانت الميزة الأخرى في ترشيحات 2021 هي الصعود الكبير لمنصات البث ، فلم يسبق لأي فيلم من إنتاج منصة بث تدفقي أن فاز بالأوسكار الأهم، أي جائزة أفضل فيلم، لكن اثنين من إنتاجات «نتفليكس» الثمانية سينافسان في 25 نيسان المقبل ضمن هذه الفئة، أما منصة (أمازون برايم) فحاضرة في هذه الفئة الرئيسة مع «صوت المعدن»، فيما حصل فيلمها «ليلة واحدة في ميامي» على 3 ترشيحات في فئات أخرى، و(بورات الفيلم اللاحق) على ترشيحين.
وجاءت الجوائز مطابقة لهذا الأمر فقد صعد نجم نتفليكس في حفل جوائز الأوسكار هذا العام، بعد أن فازت بجوائز 7 فئات، لتتصدر الشركات العاملة في هذا المجال.
وكانت نتفليكس قد تلقت هذا الموسم نحو 35 ترشيحاً، وتمكن فيلم Mank لديفيد فينشر من الحصول منفرداً على عددٍ من الجوائز في فئات التصوير السينمائي والإنتاج. وحققت المنصة أيضاً نجاحاً كبيراً في فئة الأفلام القصيرة، ففاز فيلمان “اثنان غرباء بعيدان” وأحبك رغم كل شيء، كما ترشح فيلم Chicago Seven إلى جوائز في ست فئات، بما فيها جائزة أفضل فيلم.
بينما نالت جائزة أفضل فيلم وثائقي عن “معلمي الأخطبوط” وجائزة تصفيف الشعر والأزياء والمكياج عن (قاع ماريني الأسود).
تمكنت بعض المنصات من إيجاد مساحة لها في جوائز الأوسكار 2021، وعلى رأسهم فيسبوك عن فيلم “كوليت”، وهو نتاج تعاون شركتي “إي أي” و “أوكلوس”، وحصل أيضاً “سول” لشركة بيكسار على جائزة عن أفضل أفلام الرسوم المتحركة، الذي يعرض على منصة “ديزني بلس”. ولم تخرج أمازون من المشهد، فحقق فيلمها Sound of Metal، الذي أظهر تقدماً في مجال الصوت والتحرير.