إياد الصالحي
بعيداً عن ضجيج الخاسرين، ممّن لم يجدوا وسيلة للتعويض عن خيبتهم بعدم الحصول على مقعد ضمن مجموعتي دوري أندية الدرجة الأولى للموسم 2020-2021 سوى التشكيك بنزاهة إجراءات بعض اللجان العاملة في الهيئة التطبيعية، فإن مضي الأخيرة بانجاز استحقاق البطولة الثانية في العراق هو مُنجز مقدّر في ظرفه وإمكاناته.
برغم الفترة القصير التي كُلّف بها رئيس الهيئة التطبيعية إياد بنيان وزملاؤه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم في الثاني من نيسان عام 2020 عقب استقالة مجلس إدارة الاتحاد السابق برئاسة عبدالخالق مسعود، فإن الهيئة تمكّنت من إدارة أكثر من نشاط مهم للكرة العراقية في ظلّ تعاون ملاكاتها الفنية والإدارية التي تحمّلت ثقل المسؤولية لتمشية منافسات دوري الكرة الممتاز، وتأمين أفضل سُبل إعداد للمنتخب الوطني الأول في رحلة تصفيات مونديال 2022، ثم توجّهت لتنظيم دوريات نعدها شريان الحياة للعبة خُصّصتْ لأندية (الدرجة الأولى، شباب الممتاز وشباب الأولى) إضافة إلى بطولتي الرديف ودوري الناشئين، لأهمية التنافس بين مختلف الأعمار، واكتشاف المواهب المخبوءة بين زوايا الإهمال!
ربما نتفق مع زملاء أجتهدوا في طرح آلية معيّنة تسيّر منافسات أندية الدرجة الأولى غير ما خطّطت له لجنة المسابقات برئاسة د.حيدرعوفي، لكن في النتيجة وافقت الأندية على المشاركة في التصفيات، وبلغت محطّتها النهائية عبر مجموعتين تتنافس من مرحلة واحدة، يتأهّل بطلاها الى الدوري الممتاز، مع انتظار تسمية صاحب البطاقة الثالثة بين صاحب المركز 18 في الممتاز وحامل بطاقة الثاني في الأولى، وبذلك تتم عملية الصعود والنزول في ختام الموسم كاستحقاق عادل للجميع وتعويضاً عن الموسم الملغى 2019-2020 بقرار الهيئة التطبيعية يوم 2 حزيران 2020 تماشياً مع قرارات خلية الأزمة بالاتفاق مع خمسة عشر نادياً إثر التفشّي الخطير لجائحة كورونا.
عودة أندية الحسين والدفاع المدني والجنسية والجيش ومصافي الجنوب وسوق الشيوخ وعفك وكربلاء ونوروز وبرايتي والشرقاط والعلم والكوفة وغاز الشمال التي تلعب في المجموعة الأولى، والبحري والصناعة والصليخ والمرور وأكد والناصرية والاتفاق وبابل والبيشمركة ودهوك وسامراء والرمادي وديالى وميسان وهي تتبارى في المجموعة الثانية، تمثل عودة طموحة لبعضها بمدربيها ولاعبيها الذين يستذكرون ماضيها الجميل في مواسم سابقة كانت تشكّل قلقاً للأندية الجماهيرية مثل نادي الرمادي (لا الحصر) من بين أكثر الفرق صناعة للنجوم في سنيّ التسعينيات وقد مثّل عشرات اللاعبين منتخبات الوطني والأولمبي والشباب ببراعة، وهم يدينون بالفضل للمدرب الراحل مصطفى عمران وزملاء له، أوصلوهم الى مصاف الكبار.
إن ارهاصات ما جرى في مباريات الأدوار المؤهلة الى دوري الدرجة الأولى، والاعتراضات المُبالغة في آلية التنافس وتصنيف الفرق، وما نجم عن ذلك من فقدان بعضها حظوظ التأهل، لا تتحمّل مسؤوليته الهيئة التطبيعية، فقد تمّ الاتفاق على كل ذلك بحضور رؤساء اتحادات كرة القدم الفرعية يوم الرابع والعشرين من آب 2020! وعليه فإن سلوكيات بعض مسؤولي الأندية كإداريين ومدربين وحتى إعلاميين ممّن فقدوا فرصة التواصل في الدوري تدينهم أنفسهم وليس غيرهم، فرؤساء أنديتهم وافقوا على تصنيفهم ومشاركتهم وقبولهم بالنتائج، فلا يوجد أي مُبرّر لشنّ هجمات متواصلة تُسيء لسُمعة اللعبة وتضع الكرة العراقية في محل شُبهة أمام الاتحادات الدولية في ظلّ مراقبة الإعلام الخارجي لكل ما يرد في منشورات بعض الزملاء الذين يتحمّلون جزءاً كبيراً ممّا يجري كونهم لعبوا أدواراً مركّبة بدلاً عن مشاورين قانونيين متخصّصين في الرياضة يفترض انتدابهم في أنديتهم يمضون بمقاضاة المقصّرين وانتزاع حقوقها إن كانت مضمونة، وهنا يستدعي الظرف إجراء حازم من اتحاد الصحافة الرياضية لإيقاف من يُسهم في سكب الزيت على النار دون وعي بدوافع الانتماء للمحافظة!
نتمنّى نجاح دوري أندية الدرجة الأولى على غرار دوري الأضواء، وهي فرصة لاختبار قدرات الحكام الشباب الجُدد لتأخذ لجنة الحكام بأيديهم للتدرّج في التصنيف مستقبلاً، كما يجب مُراعاة صلاح الملاعب، مع تطبيق اجراءات الحماية من كورونا، والمحافظة على سلامة المباريات من دون حدوث أية مشاجرات بسبب عدم كفاية العناصر المكلفة بحمايتها غالباً، آملين أن ينال أكثر من لاعب موهوب بطاقة الثقة من مدربي المنتخبات الوطنية بجدارة.