اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: القواعد لتركيا .. والفقر للمواطن

العمود الثامن: القواعد لتركيا .. والفقر للمواطن

نشر في: 1 مايو, 2021: 10:21 م

 علي حسين

لا يوجد مواطن عراقي واحد يتردد أو يتقاعس عن حماية الوطن، عندما يتعرض للتهديد، سواء كان ناقماً على النظام السياسي أو يتمتع بخيراته، غير أن الواقع يقول لنا، بوضوح، أن استغفال الناس هو اللعبة التي أصبحت مفضلة لدى كل أحزابنا السياسية وأن البعض يريد أن يصادر الوطن، ويودعه في حساب حزبه.

منذ سنوات وهذه البلاد تدفع ثمن اللعب بالسياسة ، ففي الوقت الذي تصمت فيه احزاب سياسية وكيانات رسمية على وجود القوات التركية على الاراضي العراقية ، وجدنا هذه القوى تستنفر كل طاقاتها لمنع اقامة مشاريع استثمارية سعودية في محافظة المثنى التي تعاني من ارتفاع نسبة الفقر ، وكان هناك من غضب واعتبر الامر محاولة للاستيلاء على العراق ، فيما أخبرنا آخرون أن الامارات تريد ابتلاع العراق ، ولم يخبرنا المعترضون: من جعل من العراق بلداً على راس قائمة الدول الفاشلة والفقيرة .

منذ أن قرر أردوغان أن يدس أنفه في العراق، وإصراره على أن قواته "قوّاتنا لن تخرج قبل تنفيذ مهمّاتها"، في ذلك الوقت بشرنا وإياكم وزير الخارجية إبراهيم الجعفري بعد حديث أردوغان بأسبوع واحد أن القوات التركية انسحبت بعد أن وجهت لها وزارة الخارجية العراقية رسالة شديدة طالبتها بان تعود إلى بلادها. كان ذلك ربيع عام 2015، وستخبرنا تركيا أن إبراهيم الجعفري يحتاج إلى نظارة طبية جديدة لكي يرى جيداً أن القوات لا تزال تسرح وتمرح على الأراضي العراقية.. وذهب الربيع وجاء الصيف وعشنا خريفاً متقلباً، لنجد حيدر العبادي يخرج على العراقيين في شتاء 2015 وهو يقول إنه منح تركيا 48 ساعة لكي تسحب قواتها.. وإلا.. وهذه الـ"إلا" مضت عليها ستة أعوام لتبشرنا تركيا قبل يومين بأنها قررت أن تحط رحال قواتها بالعراق بشكل دائم ولهذا فإنها ستنشئ قاعدة عسكرية تركية في العراق، فهذه المنطقة - وأعني العراق- مهمة بالنسبة لتركيا مثلما أخبرنا وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو.

في الوقت نفسه نجد مجلس النواب مشغولا بالصراع بين محمد الحلبوسي وخميس الخنجر ، ، وبدلاً من أن يقدموا طلباً لمناقشة التدخل التركي، انشعلوا بتعداد عدد الاحزاب التي يمكن لها ان تشارك في الانتخابات ، ولا يهم ان يصبح لدينا 500 حزب وحزب !

ليس من دواعي الحظ أن تسمع أخبار العراق هذه الأيام، سوف تشاهد وتسمع النقيضين، خصوصاً إذا كنت تعاني من هواية متابعة الفضائيات، كم مرة في التاريخ يتسنى لنا أن نتسلّى على مثل هكذا تصريحات؟ لذلك ينام المواطن العراقي على صمت البرلمان تجاه قواعد تركيا في العراق ، ثم يصحو على بيان يهدد كل دولة خليجية تريد اقامة مشاريع استثمارية في بلاد الرافدين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram