TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كورونا والمواطن الفقير

العمود الثامن: كورونا والمواطن الفقير

نشر في: 5 مايو, 2021: 10:16 م

 علي حسين

تستيقظُ صباح كل يوم في انتظارك مسلسل منع التجوال الذي لا تملك الحكومة وسيلة أخرى غيره، لمواجهة وباء كورونا الذي كشر عن أنيابه بشكل واضح خلال الأيام الاسابيع الماضية.

ولأنباء منع التجوال طعمُ مر في فم المواطن العراقي الفقير الذي لا يملك سوى قوت يومه، وقد وجد نفسه وحيداً في ظل وباء الفقر ووباء المرض حيث أهملته الدولة عارياً ومتروكاً لمصيره. مؤلم شعور المرء أنَّه لن يستطيعَ توفير احتياجات عائلته.. وحين يجد أن لا جدوى من الدولة وشعاراتها الرنانة، ويصعب أنْ يجيبَه أحد، وإن فعل سيكتفي بعبارات تشجيع مكرورة ليست بالتأكيد من النوع الذي يبدل المصائر.

بعد سنين طويلة سوف يذكر التاريخ أن بلداناً خاضت ملاحم إنسانية كبرى لإنقاذ مواطنيها من الوباء، ليقولوا للعالم أن لا قيمة أغلى وأهم من حياة الإنسان، من دون الاعتبار للدين والطائفة، وليذكر الإنسان العراقي أن في هذه البلاد عاش مدّعو السياسة والباحثون عن المنافع والمصالح، تركوا الوباء، وانشغلوا بالدفاع عن مصالحهم وكراسيهم وامتيازاتهم ، إضافة إلى إشغال المواطن العراقي بأمور تنغّص عليه حياته، بعضها يمكن احتماله، أملاً في أن يتكفل الزمن بحلها، وبعضها أشبه بالقدر الذي لا فكاك منه، مثل الظهور المتواصل هذه الأيام لنوابنا " الافاضل " على الفضائيات حيث يتوهمون أنهم يؤدون مهمة مقدّسة، فهم لا يتركوا مناسبة إلا ويخرجون علينا بطلتهم الليطيفة ليحذروا من ان البلاد ستضيع ان لم يتم التجديد لهم على كرسي البرلمان ، واخبرتنا " المخضرمة " عتاب الدوري " ان انتخابها سيعيد لمجلس النواب حيويته ، فيما يصر البعض على ان لااستقرار من دون وجود حنان الفتلاوي ونظريتها " 7×7 " ، معظم الساسة يقدمون استعراضاتٍ سياسيةٍ يقولون فيها للجماهير إنهم اصحاب "سبع صنايع"، فنراهم يقفز مسرعاين إلى الفضائيات عشية كل أزمة .

نحن في هذا الجزء من العالم وأنا واحد منه، لا نزال نحلم بنهاية مجالس المحافظات التي خربت البلاد، لكننا للأسف بدلاً من ذلك نعيش مع برلمان يريد أن ينافس السيد فوكوياما ونهاية تاريخه.

لعل فيروس الخراب والبطالة جعل أكثر من نصف الشعب العراقي تحت خط الفقر ، كما أن وباء الانتهازية الذي يقوده عدد من الساسة وضع هذه البلاد في اخر سلم التربية والتعليم والصحة والصناعة .

أظن أن الفترة القادمة من تاريخ العراق، فيما بعد ظهور فايروس كورونا سوف تكون متخمة بالأحداث والتطورات والمصائر الدرامية الكاشفة، التي ستحتاج إلى عقول فلسفية بوزن هيثم الجبوري ومحمد الكربولي، ولا ننسى عالية نصيف، ممن يملكون موهبة الظهور بعدة وجوه وفي اكثر من فضائية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram