إياد الصالحي
بينما تنام اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية سنينَ طوال، وتصحو على صيحات معركة غنائم الانتخابات وما تتخلّلها من صفقات مساومة ومداهنة لارضاء نرجسية مرشّح أو اسكاتِ مُعارض يخفي عود ثقاب يُحرق كل العملية بتصريح ناري، تواصل بقية اللجان الأولمبية العربية والدولية حصاد منجزاتها المتحقّقة للعام الأخير لتحثَّ خطواتها في متوالية الطموح نحو أحداث أكبر أهمية ممّا مضى مكنونة بالتحدّيات، وبشائر النجاح.
فقد جاءَ في خبر نشرته الصحف القطرية الأربعاء الماضي 5 أيار 2021 أن "اللجنة الأولمبية القطرية اصدرت تقريرها السنوي للعام 2020 وقامت بتوثيقه في كُتيّب أنيق يرصد كافة الأحداث والإنجازات التي تمّت في عام 2020، في مقدّمتها حصول قطر على حق تنظيم دورة الألعاب الآسيوية الدوحة 2030، وبيّن التقرير ستراتيجية اللجنة من عام 2017 حتى 2020 وكذلك شركائها وأهم التحدّيات، وألقى الضوء على أهم المناصب القيادية القطرية التي تبوّأت مكانة دولية في الاتحادات القارية والدولية لمختلف الألعاب".
لا نعتقد أن كتيّباً صغيراً بحجمه كبيراً في قيمته، يشكّل صعوبة فنية ومهنية على مسؤولي اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية التي تمتلك القدرات المالية والكفاءات المتخصّصة بالشكل الذي يدفعها لتوثيق أنشطتها وأبرز الأحداث التي مرّت بشكل سنوي، لكنها لن تُقدِم على هذه الخطوة لخواء المؤسّسة من أي مُنجز مُبهر يستحقُّ أن توثّقه كمرجع للباحثين عن تاريخ الأولمبية مستقبلاً!
إن الاصدار السنوي لحصاد أي مؤسسة، يؤكّد ثقتها الكبيرة بصواب عملها ونتائجها المُعلنة للناس، الأمر الذي يُحفّزها لحصادٍ أفضل في السنة التالية، في حين لم يسأل رئيس اللجنة الأولمبية أو أي عضو مكتب تنفيذي طوال مُدد وجودهم في مواقعهم، ماذا قدّمنا لرياضيينا ولكياننا الذي يُلزمنا تنفيذ واجبات ترتبط بتقييم مستويات إدارتنا له؟ وبما أن الرئيس رعد حمودي ونائبه إياد نجف أقدم العاملين في تنفيذي الأولمبية اليوم مُنذ أن فازا أول مرّة في انتخابات الأولمبية الثانية التي جرت يوم السبت الرابع من نيسان عام 2009، عليهما أن يتساءلا بصراحة: ما حصاد مؤسّستهما طوال أثني عشر سنة شهدت الرياضة العراقية خلالها دورتين أولمبيتين (2012 لندن و2016 ريو دي جانيرو) وثلاث دورات آسيوية (2010 غوانغ زهو و2014 إنشيون و2018 جاكارتا وفلمبان)؟!
من حق الرياضيين والإعلام والجمهور أن يطالبوا تنفيذي الأولمبية الجديد بستراتيجية عمله للسنين الأربع المقبلة، مع أن التشاؤم يغلب على واقع عمل الأولمبية الراهن كون فاقد الشيء لا يعطيه، فالاستحقاقات المرتقبة تحتّم رسم سياسة واضحة بالتعاون مع الاتحادات المركزية المعنية بتحقيق الانجاز، ونحن سئمنا خصوماتكم وبياناتكم وطاولاتكم التي لم تقترب من مصلحة الرياضة قط، ولا يمكن ضياع زمن آخر تسجّل خلاله اللجان الأولمبية العربية تقدماً كبيراً، بينما تظل أولمبيتنا مرهونة بإرادة شخص واحد لم يمضِ شهرين من تجديد ولايته حتى هاجمه عشرة أعضاء ممّن انتخبوا ليعملوا معه كخلية نحل مُنتجة في مكتب تراءى للمخلصين من أبناء الرياضة بأن أنقسام المصوّتين في مؤتمر 26 آذار 2021 قد ترك أثراً سلبياً وظّفت فيه العلاقات كالعقارب جاهزة للدغ بأية لحظة!
إن مَنْ تحدّثوا عن (نهج العمل التضامني ورفض سياسة المحاور والتكتلات الانتخابية وإخلاء المسؤلية من التبعات القانونية لنتائج العمل الانفرادي) عليهم استذكار دورهم التخريبي في تأسيس هذا النهج لتأمين مصلحتهم قُبيل أن تصطدم في أول اجتماع أفترقوا بعده شاكين للجمعية العامة خيبتهم وداعين الى ضرورة اتخاذها الموقف المناسب في مؤتمر استثنائي!
مسلسل الاعتراض وعرقلة أعمال التنفيذي ليست مفاجئة لنا، وسبق أن حذّرنا رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي أحمد الفهد من إهمال دعوتنا له برسالة عبر (المدى) بتاريخ 12 نيسان 2021 بضرورة تقصّي حقائق انتخابات الأولمبية العراقية ولم يفعل، وكذلك لم يبدِ وزير الرياضة عدنان درجال أي أهمية لما حصل في كواليس المؤتمر، بل لجأ لإقامة موائد التسامح والتراضي كدليل دامغ على غياب القرار الحكومي الرادع لألاعيب مزاد الفرقاء في البيت الأولمبي!
يقيناً، إن أزمة الثقة بين أعضاء المكتب التنفيذي ستُهدِّم كل ما بُني بـ(إجراءات غير شرعية) وبمُصادقة آسيوية ووزارية، وستفضح الجمعية العامة إن تعاملت بمسؤولية وطنية هذه المرّة سوء ما دُبّر للرياضة العراقية من خارج وداخل البلاد لتلتقي أهدافها مع أماني أبطال الرياضة ضحايا المزاج الانتخابي وفساد الضمائر.