TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ماذا تبقى من السيادة ؟

العمود الثامن: ماذا تبقى من السيادة ؟

نشر في: 8 مايو, 2021: 10:35 م

علي حسين

أسوأ علامات الحال في عراق اليوم، سيطرة السذاجة على مجمل أحوالنا، وظهور الفاشل والانتهازي. قبل أيام كنت كالعادة أتابع البرامج السياسية، حين وجدت " محبوب الجماهير " محمود المشهداني يعلن على الملأ، أن الذين ينتقدون وزير الصحة السابق حسن التميمي،

إنما يغارون من إنجازاته، هذا أولاً، أما الثانياً فهو حسب رأي المشهداني أفضل وزير في تاريخ الدولة العراقية منذ تأسيسها، والمصيبة الثالثة قالها المشهداني دامعاً إنه وأهل بيته جميعاً صرخوا ولطموا عندما أعلن حسن التميمي استقالته. ظل شاعرنا الرصافي يسخر من الذين يحاولون احتقار وعي الناس،  بدلاً من أن يشاركونهم همومهم وآلامهم وأفراحهم.
هل هناك مزيد من مثل هذه التصريحات؟، بالتأكيد، فالمشهداني لا يريد أن يغادر المشهد، حيث أخبرنا أن وزير خارجية إيران طلب من المشهداني ورفاقه أن يدعموا المفاوضات الإيرانية – الأمريكية حول الملف النووي.  
من أين يأتي العبث إذن؟ هل من شعارات الموت لأميركا، أم من انتظار ان تتصالح امريكا مع طهران ، لنرفع صور بايدن في الساحات ؟، سيرد البعض من رافعي شعار "الانبطاح": يارجل أنت تهرف بما لا تعرف،  أنت حتماً تناصب الزعيم محمود المشهداني  العداء لأنه وضع يديه في عجين المفاوضات الامريكية – الايرانية .
عندما شاهد الأميركي روبرت أوبنهايمر صانع القنبلة الذرية، ماذا فعل اختراعه بأهالي هيروشيما وقف أمام المايكروفونات مطاطئاً الرأس وهو يكرر "هل يعقل أن أصبح أنا الموت؟"، كان أمام اليابان التي أصبحت فأراً لتجارب أوبنهايمر وفريقه، أن تصبح مثل كوريا الشمالية قوة نووية وشعباً يبحث عن المساعدات، أو أن تقدم نموذجاً جديداً لا مكان فيه لمفاوضات الاتفاق النووي وشعارات الموت للأعداء .
هل ربحت إيران الجولة؟،  أنا من جانبي أشك رغم كل محاولات بعض ساستنا من تحسين صورة بايدن  ، الذي يبدو متحمسا ان يترك افغانستان لارهاب طالبان  
طبعا لا أحد يمكن له أن يصادر حق ايران في ان تدافع عن مصالحها القومية، ولا اعتقد ان مهمتنا الانتقاص من مفاوضات الملف النووي ، ولكنني أسأل ساستنا الافاضل، لماذا يرتضون ان يلعبوا دوما دور التابع؟ ولماذا تظهر العقوق ونكران الجميل للعراق فقط؟
لا يهم. سوف نعرف في المستقبل، فالآن نحن منقسمون البعض منا يصفق لبايدن والآخر يتحسر على ترامب ، هل سنظل غارقين في القضايا الكبرى، كالعلاقة المستقبلية بين طهران وواشنطن؟ أم سندخل عصر القضايا البسيطة، كتوفير الامن والامان، وفرص العمل لالاف العاطلين؟ دعونا من خرافة الاستثمار والبناء.
اليوم فجأة نرى أمامنا ساسة يخافون الحديث عن التوغل التركي ومشروع القواعد العسكرية التركية داخل العراق ، ونرى اليد الايرانية في العجين العراقي، كما نرى أن تركيا التي تحاول ان تتجاهلنا، تصر على ان لا ترحل قواتها عن حدودنا إلى أي مكان آخر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram