TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل نرفع الراية البيضاء ؟

العمود الثامن: هل نرفع الراية البيضاء ؟

نشر في: 9 مايو, 2021: 10:39 م

 علي حسين

منذ انطلاق تظاهرات تشرين وأحزاب السلطة تريد أن تؤكد للعالم بأن الذي سرق البلاد وخربها وأشاع الطائفية والمحاصصة وباع المناصب إنما هم العراقيون الذين تظاهروا في ساحات الوطن ، وأن تحرير العراق من الناشطين بات مقدماً على تحرير العراق من الفساد والانتهازية.

في ظل نظام سياسي اعتقد المواطن المغلوب على أمره مثل جنابي أنه ديمقراطي، وفي ظل مؤسسات أمنية كان يفترض أنها في خدمة الشعب، مازال البعض يعتقد بأنه يحمل تراخيص لإذلال الناس وقتلهم وتهجيرهم.

اليوم ونحن نقرأ خبر اغتيال الناشط إيهاب الوزني، فإننا نجد أنفسنا أمام عملية ممنهجة للاستمرار في ترسيخ ممارسات التسلط على الناس. في هذه البلاد المغلوبة على أمرها جرت وقائع وأحداث كثيرة أعادت إلى الأذهان أساليب القتل والخطف التي تمارسها الحكومات المستبدة، سيقول البعض إن هذه حالات فردية متناثرة هنا وهناك، ونقول إنها رسائل رعب أرسلتها جهات متنفذة تملك، المال، والسلاح، والسلطة، لكل من يختلف مع منهجها التخريبي، ولهذا لن يكون مفاجئاً أو غريباً ان تسجل جريمة اغتيال إيهاب الوزني ضد مجهول، مثل معظم، بل كلّ الكوارث التي تصيب هذا الشعب وتسجل ضد السيد مجهول، لا جديد في الأمر سوى اختلاف صفة المجهول، مرّة عبوة ناسفة لا تُرها القوات الأمنية بالعين المجرّدة، ومرّات أخرى مليارات نُهبت وحُوّلت إلى بنوك دول الجوار، ومرات كثيرة دراجات تسرح وتمرح لتمارس مهمة قنص الناشطين.

اليوم علينا جميعاً إدراك أن لا استقرار لوطن يمارس فيه الجلاد وظيفته بقوة السلطة والنفوذ، وعلينا أن نقولها مرة ومرتين وإلى ما لا نهاية، إن الجلادين ومن يقوم بحمايتهم يجب أن لا يفلتوا من قبضة القانون، وعلينا أن ندرك جميعاً أن لاعدالة مع مثل هكذا افعال، ولا استقرار مع قوانين تغض الطرف عن القاتل والسارق ، ولا مستقبل لبلاد يقودها مسؤولون يرون الجريمة وينكرونها وكأنها لم تحدث.

ليس هناك قدر يحتم على البشر أن يتحولوا إلى ضحايا لوحوش بشرية، لكن أنظمة القمع والاستبداد هي التي تصر على أن نبقى أسرى لبيانات مضحكة، تتحدث عن القصاص، ودور القضاء.

في عصر الفضائيات و"العالم قرية صغيرة" وثورة مواقع التواصل الاجتماعي، لا يعرف أحد في بلاد الرافدين من هي الجهات التي تطلق الرصاص بكل حرية، والآن أيها السادة: هل أنتم سعداء لأن البرلمان ينوي ان يصدر بيان استنكار ، ويطالب بالسيادة " المضحكة" .

لا خلاف على أن الوضع الراهن مؤلم ومخجل ، لكن هل يكون المخرج هو ان يتنازل هذا الشعب عن حقه في العيش بكرامة ومن دون خوف ؟ السؤال بصيغة أخرى: هل العيش بأمان يتطلب التنازل للقتلة، ورفع الراية البيضاء ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram