ترجمة :عدوية الهلالي
حصل الكاتب والمخرج الفرنسي إيمانوييل كاريير مؤخراً على الجائزة الفخرية من مهرجان رؤى واقعية في نيون..وقبل أن يصبح كاتباً، بدأ إيمانويل كاريير حياته المهنية كناقد سينمائي. وفي سن العشرين، بدأ تعاونه مع المجلة المرموقة (POSITIF)حيث نشر فيها عدداً من قصص الرعب، وفي عام 2018 اختير ضمن لجنة التحكيم الدولية لمهرجان لوكارنو السينمائي.
كان الفيلم الأول الذي قدمه كاريير للسينما هو الفيلم الوثائقي (عودة الى كوتيلنيتش)والذي تم تصويره في المدينة التي تحمل الاسم ذاته على بعد 700 كيلومتر شمال شرقي موسكو..حدث ذلك في عام 2003، ويقول كاريير إنه مرتبط جداً بهذا الفيلم لأن الناس الموجودين فيه يمسونه بشكل كبير، وتدور أحداثه حول جندي مجري مفقود وجد بعد خمسين عاماً في مصحة عقلية وأراد العودة الى مدينته والانتحار فيها على غرار تشيخوف..
بعد ذلك، عاد الى باريس وشرع في كتابة فيلم لم يحدّد شكله بعد أن علم بالقتل الوحشي لأمرأة شابة..ويقول كاريير إن مايحبه في الأفلام الوثائقية هو القدرة على السير في اتجاه لايتوقعه أحد..
عندما كان مراهقاً، تأثر بأعمال فيليب ك. ديك، ولم يترك كتبه أبداً، لدرجة أنه يتعرف على آثارها في العديد من الأفلام، مثل(استعراض ترومان)و(شعاع الشمس الخالد) و(العقل النظيف) و(ماتريكس)..
وبعد ظهور فيلمه الأخير (اليوغا)ذكر كاريير أن هنالك أربعة دوافع للكتابة اقتبسها من مقالة لجورج أورويل، الأول هو الغرور، والرغبة في الاعتراف. والثاني هو حب العمل الجيد، وتذوق تعديل الجمل، لممارسة أفضل ما في الفن. والثالث هو الهدف السياسي، والرغبة في التنديد بالظلم، لتغيير العالم. والأخير، وهو الأكثر صعوبة في التفسير، هو الهدف التاريخي، وكيفية محاولة الحصول على أوسع وجهات نظر ممكنة، ومحاولة الخروج من التكييف الاجتماعي والفكري قدر الإمكان – أي التفكير خارج الصندوق، كما يقولون الأنجلو ساكسون، أعتقد أنه على الرغم من أن الهدف السياسي لأورويل مركزي، فقد نسي الدافع وراء سيرته الذاتية، والرغبة في قول من يكون، وفي حالة كاريير، يمكنه أن يرى جيداً كيف يتم توزيع هذه الدوافع الأربعة: جزء النرجسية مهم جداً، والذوق لعمل جيد أيضاً، وهو لايدخر جهداً في ذلك. ويجب الاعتراف أن الهدف السياسي ضعيف للغاية من ناحية أخرى، وللحصول على نسخة مطورة من كاريير، يجب أن يفكر أكثر خارج الصندوق. “
بعد فيلمه المثير للجدل (العودة إلى كوتيلنيتش)، أخرج إيمانويل كاريير عام 2005 فيلم (الشارب)، وهو مقتبس من إحدى رواياته الخمس، وقبل الوباء، قام بتصوير فيلمه الثالث (رصيف كيسترهام)، وفقاً لقصة كتبتها الصحفية فلورنس أوبيناس، التي تنتظر موعد إطلاقها اعتماداً على تطور الوضع الصحي، وفي الوقت الحالي، يتوق إلى عدم عمل أي شيء، لأنه اعتباراً من أيلول، يجب أن يتعامل مع كتابه التالي بتركيزأكبرحول متابعة محاكمة الهجمات الباريسية التي حدثت في تشرين الثاني عام 2013، يقول عن الفيلم : “أفترض أنه سيكون حدثاً مهماً، فليس هناك رهان جنائي كبير، لكنها ستكون محاكمة ضخمة نعلم أنها ستستمر ثمانية أو تسعة أشهر، مع 1800 طرف مدني و 350 محامٍياً،وقسم من المدينة تقطعت بهم السبل، أي سيكون سباق ماراثون سيكولوجياً “