اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قُـمْ لشهداء تشرين

العمود الثامن: قُـمْ لشهداء تشرين

نشر في: 25 مايو, 2021: 10:42 م

 علي حسين

نتأمل الصور التي ازدحمت بها مواقع التواصل الاجتماعي لتظاهرات "من قتلني" والتي تطالب بالكشف عن قتلة متظاهري تشرين، وندقق جيداً فى هذه اللحظة التى تتشابك فيها أيدي شباب الناصرية مع فتيان الأعظمية، وأصوات متظاهري بابل تختلط بأصوات محتجي كربلاء،

وتحت نصب الحرية ترفرف صور صفاء السراي وإيهاب الوزاني وأمجد الدهامات وفاهم الطائي وهشام الهاشمي وسعاد العلي ، فيما تبتسم رهام يعقوب لعمر سعدون في ساحة النسور ، وتنتظر سارة يعقوب أن يعود حبيبها حسين عادل .أكثر من 700 شهيد طافت أرواحهم بين ساحة النسور والتحرير مرورا بساحة الفردوس، وهم ينظرون ألى الانتفاضة المقدسة التي اختطف شعلتها شباب بعمر الزهور كان الشهداء قد أصبحوا أيقونتها، هذه الشعلة المقدسة التي تلقفتها الجماهير فتدفقت في ساحات الوطن بعد أن تصور حيتان الخراب أنهم استطاعوا أن يحاصروا روح الاحتجاج والرفض في نفوس العراقيين، ليقدم لنا صفاء ورفاقه الدرس البليغ بالدفاع عن الحق والتمسك به والاستشهاد من أجله.

في استعادة "انتفاضة تشرين"، تبقى صور الشهداء حية في ضمائر العراقيين، وستتوارى صورالقتلة مثلما توارت صور الكثير ممن لا يحبون أوطانهم .

تقول لك معظم الجهات السياسية من على شاشة التلفزيون إن تظاهرات الشباب في ساحة الوطن حق مشروع.. لكنها في المساء تصم هذه القوى أذانها وعيونها عن الجرائم التي ترتكبه ضد المتظاهرين، ولا تنس عزيزي القارئ أن الحكومة ستندد صباح اليوم التالي بعمليات القتل وتعلن إجراء تحقيق فوري لمعرفة من أطلق الرصاص..

ولهذا ياعزيزي المواطن المغلوب على أمره لا تسأل عن عناوين الذين استخدموا الرصاص الحي ضد متظاهرين سلميين، خرجوا يسألون لماذا صرفنا 80 مليار دولار على وهم اسمه إصلاح المنظومة الكهربائية؟، خرجوا يطالبون بمحاسبة حيتان الفساد الذين حولوا أموال العراق إلى حساباتهم الخاصة، وأن هذا الملف، وأعني، ملف استباحة دم المتظاهرين لن يفتح على مصراعيه، لأنّ هناك "خطوط حمراء" كثيرة لا يمكن الاقتراب منها.

في عصر الفضائيات و"العالم قرية صغيرة" وثورة مواقع التواصل الاجتماعي، لا يعرف أحد في بلاد الرافدين من هي الجهات التي اغتالت شباب تشرين بكل حرية،

لاحِظ جنابك الكريم أن من بين أبرز أخبارنا أن لجنة الأمن والدفاع في البرلمان لم تصدر بياناً تدين فيه ما جرى في من قتل واغتيالات ، لكنها "بشرتنا" بأن قانون جرائم المعلوماتية جاهز، وأخبرنا أحد النواب الأشاوس بأن أهمية القانون في أنه يحتوي على عقوبات تصل أحكامها إلى الإعدام.

منذ انطلاق تظاهرات تشرين وأحزاب السلطة تريد أن تؤكد للعالم بأن الذي سرق البلاد وخربها وأشاع الطائفية والمحاصصة وباع المناصب إنما هم العراقيون المعتصمون ضدها في ساحات الاحتجاج .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: نائب ونائم !!

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram