TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > نافـذة من موسـكو..الغرب يتحدث عن المكون العرقي للنزاع في الشرق الأوسط

نافـذة من موسـكو..الغرب يتحدث عن المكون العرقي للنزاع في الشرق الأوسط

نشر في: 30 مايو, 2021: 10:09 م

 د. فالح الحمـراني

تطلب الوضع ما يقارب من قرن حتى يدرك الرأي العام الغربي ولا سيما الاميركي طبيعة المنحى العنصري العدواني لإسرائيل، وأهدافها الحقيقية الكامنة في نشر سيطرتها على كامل الأرض الفلسطينية أو معظمها، والتضييق على الشعب الفلسطيني لإرغامه على النزوح كما يقول زعماؤها الى الأراضي العربية فهي واسعة، وحتى وضعوا الخرائط لأراضي الدول التي يمكن أن تحتضن الفلسطينيين بما في ذلك في غربي العراق،

وتجاهل المجتمع الدولي خلال ما يقارب من قرن عدم تنفيذ إسرائيل قرارات الأمم المتحدة، وتنكرها لاتفاقات أوسلو ومدريد وضربها عرض الحائط المبادرة العربية (السلام مقابل الأرض)، لأن إسرائيل في الحقيقة تريد الأرض ولا تريد السلام، ولهذا أسست جيشاً جراراً ( يردّد زعماؤها:

العرب لا يفهمون إلا القوة) وأنتجت ترسانة نووية وأصبحت الدولة النووية الوحيدة في المنطقة من دون مساءلة الدول المعنية بعدم انتشار السلاح النووية، وصواريخها تهدّد جميع عواصم المنطقة، وأقمارها التجسسية تسبح في سماء دول المنطقة، وتسول لنفسها ضرب أي هدف أو اغتيال أي شخصية تزعم أنه يهدّد أمنها.

ولكن أل 11 يوماً من الأعمال القتالية بين إسرائيل وحماس الأخيرة احدثت تغيراً في المناخ الاجتماعي والسياسي في المنطقة، وعلى الرغم من حقيقة أن الضربات الإسرائيلية العدوانية قتلت فلسطينيين أكثر بعشرين مرة مما أسفرت الصواريخ التي أنزلتها بها حركة حماس، وألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية لقطاع غزة، ولكن حتى الصحافة اليهودية تعترف بأنه "لم يكن هناك نصر حقيقي هنا"، علاوة على ذلك، تم إدانة أفعال إسرائيل على نطاق واسع في أوساط كبيرة من الجمهور الأميركي والأوروبي.

وكما كتب كاتب العمود في صحيفة الغارديان الإنجليزية جوناثان فريدلاند ، فإن جيلاً جديداً من النشطاء اليساريين التقدميين في أميركا وأوروبا يعيدون التفكير في الموقف من النزاع الإسرائيلي / الفلسطيني وباتوا ينظرون له ليس على أنه صراع بين حركتين قوميتين ، ولكن كقضية عرقية مباشرة، وخرجت مظاهرات في لندن في الأيام الأخيرة من الحرب بين حماس والإسرائيليين تحت شعار "فلسطين لا تستطيع أن تتنفس" و "حياة الفلسطينيين مهمة".

وقد تجلى بوضوح انتقاد الجناح اليساري للحزب الديمقراطي الأميركي لإسرائيل. في رأيه ، يتجلى المكون العرقي للصراع: الإسرائيليون هم البيض الذي يمارسون الاضطهاد، والفلسطينيون الضحايا السمر والسود. وفقاً لتعبير عضو مجلس النواب الأميركي كوري بوش، فإن "الكفاح من أجل تحرير حياة السود والكفاح من أجل تحرير فلسطين مترابطان. نحن نعارض ذهاب أموالنا لتمويل الشرطة ذات الطابع العسكري، والعسكرة وأنظمة القمع العنيف".

وهكذا ينمو في الرأي العام صورة إسرائيل والفلسطينيين على شكل صور - "أبيض ضد أسود، منتصر ضد مهزوم، قوي ضد ضعيف"، وفي صياغته على هذا النحو تلفت بشكل خاص الانتباه تصريحات "المشاهير" - على سبيل المثال، عارضة الأزياء بيلا حديد، التي أبلغت متابعيها على انستغرام أن إسرائيل هي مجموعة من المستوطنين الذين يستعمرون فلسطين.

وأدت ضغوط الجناح اليساري للحزب الديمقراطي إلى أن الصحافة الأميركية ، التي تدعم في معظمها المواقف المؤيدة لإسرائيل، إلى أننا بدأنا نسمع أصواتاً حول الحاجة إلى ثقة متساوية بالفلسطينيين والإسرائيليين. وأصبحت المخاوف بشأن الظلم العنصري وعدم المساواة التاريخية مصدر قلق رئيسي لسياسة الولايات المتحدة، مما دفع المزيد والمزيد من الأميركيين إلى النظر إلى السياق الفلسطيني من خلال هذه العدسة.

وفي ظل هذا الظرف ، دعمت الولايات المتحدة جهود مصر لتحقيق وقف إطلاق النار ، واضطر الرئيس جوزيف بايدن إلى تغيير الخطاب فيما يتعلق بأفعال حكومة بنيامين نتنياهو. وقال بايدن - وكانت هذه هي المرة الأولى في سياسة الإدارة الأميركية - إن "الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء يستحقون حياة آمنة وحرية وازدهاراً وديمقراطية".

في الوقت نفسه، وبحسب تصريح جوشوا مينديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، فإن الإدارة الأميركية ليس لديها إجابة لمشاكل النزاع الإسرائيلي/ الفلسطيني، وليس من قبيل المصادفة أن يشير ممثلو وزارة الخارجية إلى أن وزيرهم أنتوني بلينكين وصل إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع لمناقشة مهام "تعزيز وقف إطلاق النار وتقليل مخاطر حدوث مزيد من المواجهة"، وفي المحادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، التي جرت يوم الثلاثاء الماضي في رام الله، قال بلينكن على وجه الخصوص إنه سيطلب من الكونغرس تخصيص 75 مليون دولار لمساعدة الفلسطينيين في غزة.

بطبيعة الحال ، ينصب تركيز أميركا الحالي على المشكلات الاقتصادية خاصة ارتفاع معدلات البطالة، والتضخم المتزايد بسرعة، ونقص السلع ، وزيادة الضرائب ، وما إلى ذلك. ومع ذلك ، فإن هذه المشاكل ستكون بلا شك مرتبطة "بالقضايا الثقافية" ، أي "الإفراط في تغطية العنصرية التي تثير التساؤلات حول صحة المجتمع".

في غضون ذلك ، وبحسب الموقع الإلكتروني لمنتدى الشرق الأوسط ، فإن خطر حالات الصراع مستمر، "خاصة بسبب عدم وجود قيادة فعالة لبايدن ودائرة مستشاريه الغامضة" في هذا الصدد ، فإن استنتاج نيويورك تايمز بأن "جولة أخرى من الأعمال العدائية التي شهدناها في الأسبوعين الماضيين يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة لجميع اللاعبين الرئيسيين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" هو استنتاج صائب للغاية.

ونسمع في الصحافة الأميركية والأوروبية، أصوات أولئك الذين يدعمون المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس قرارات الأمم المتحدة المعروفة بشأن إنشاء دولتين ، وهو ما يعكس الموقف الذي دأبت موسكو على دعمه. .

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي قد ناقش باستفاضة وضع التسوية الفلسطينية ـ الإسرائيلية مع نظيره الفلسطيني المالكي. وقال: إننا نشعر بقلق بالغ من تفاقم الوضع. ونحن مقتنعون بضرورة وقف التصعيد بأسرع وقت ممكن، الأمر الذي سيتجاوب مع مصلحة كل من الفلسطينيين والإسرائيليين، وننطلق من أن تطبيع عدد من الدول العربية العلاقات مع إسرائيل ، والذي تمت ملاحظته خلال العام ونصف العام الماضيين، لا ينبغي أن يهمش المشكلة الفلسطينية، ولا يقلل من اهتمام ومسؤولية المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، إن روسيا وفلسطين تلتزم بها بشدة، وهي تشكل أساس القانوني الدولي المعترف به بشكل عام لعملية السلام.

وأكد الاستعداد لتقديم المساعدة الشاملة لإقامة حوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لحل جميع القضايا الأساسية المتعلقة بالوضع النهائي، وسنقوم بذلك على المستوى الثنائي باستخدام علاقاتنا مع الأطراف، ومع الدول الأخرى في المنطقة، وكذلك باعتبارنا عضو في "الرباعي" الدولي لوسطاء الشرق الأوسط الذي يبقى حسب اعتقادنا، ويشاركنا بهذا أصدقاؤنا الفلسطينيون، الآلية المتعددة الأطراف الأكثر فاعلية لدعم التسوية في الشرق الأوسط، التي أقرها قرار مجلس الأمن الدولي. ومن أجل تفعيل هذه المنصة نعمل الآن مع أعضاء آخرين في الرباعية للنظر في إمكانية عقد اجتماع " للرباعي" على مستوى وزراء الخارجية. ونواصل تعزيز رأي الجانب الروسي بأنه من الضروري إقامة اتصالات أكثر استقرارًا وأكثر ملموسية بين أعضاء " الرباعي" وممثلي جامعة الدول العربية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: ماذا يريد سعد المدرس؟

العمودالثامن: الخوف على الكرسي

العمودالثامن: قضاء .. وقدر

العمودالثامن: لماذا يطاردون رحيم أبو رغيف

لماذا دعمت واشنطن انقلابات فاشية ضد مصدق وعبد الكريم قاسم؟

العمودالثامن: أين لائحة المحتوى الهابط؟

 علي حسين لم يتردد الشيخ أو يتلعثم وهو يقول بصوت عال وواضح " تعرفون أن معظم اللواتي شاركن في تظاهرات تشرين فاسدات " ثم نظر إلى الكاميرا وتوهم أن هناك جمهوراً يجلس أمامه...
علي حسين

كلاكيت: رحل ايرل جونز وبقي صوته!

 علاء المفرجي الجميع يتذكره باستحضار صوته الجهير المميز، الذي أضفى من خلاله القوة على جميع أدواره، وأستخدمه بشكل مبدع لـ "دارث فيدر" في فيلم "حرب النجوم"، و "موفاسا" في فيلم "الأسد الملك"، مثلما...
علاء المفرجي

الواردات غير النفطية… درعنا الستراتيجي

ثامر الهيمص نضع ايدينا على قلوبنا يوميا خوف يصل لحد الهلع، نتيجة مراقبتنا الدؤوبة لبورصة النفط، التي لا يحددها عرض وطلب اعتيادي، ولذلك ومن خلال اوبك بلص نستلم اشعارات السعر للبرميل والكمية المعدة للتصدير....
ثامر الهيمص

بالنُّفوذ.. تغدو قُلامَةُ الظِّفْر عنقاءَ!

رشيد الخيون يعيش أبناء الرّافدين، اللذان بدأ العد التّنازلي لجفافهما، عصرٍاً حالكاً، الجفاف ليس مِن الماء، إنما مِن كلِّ ما تعلق بنعمة الماء، ولهذه النعمة قيل في أهل العِراق: "هم أهل العقول الصّحيحة والشّهوات...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram