علي حسين
أضحك كلما أقرأ تصريحاً لصاحب الوزارات الثلاث باقر جبر الزبيدي، ففي كل مرة يريد الزبيدي أن يقول لنا إنه المنقذ الوحيد الذي سينتشل البلاد من كل أزماتها! ففي واحدة من حواراته التلفزيونية صرخ في وجه مقدم البرنامج قائلاً:
"كنت وما زلت وسأبقى أعتقد أنني الأقدر على إدارة الدولة وحل كل مشاكلها، لكنني لن أسعى وراء المنصب"، ولم يتركنا السيد النائب نحل لغز عدم سعيه للمنصب وهو الذي حصل على ثلاث وزارات متتالية "الإسكان" و"الداخلية " و"المالية"، وفي احدى المرات قرر أن يصبح وزيراً للنقل بالوكالة، وهو في كل مرة يجلس فيها على كرسي الوزارة يقول لنا أن المناصب التي يتولاها كانت وما تزال مجرد "تكليف" لا علاقة له بالمحاصصة، ولا بتوزيع المناصب وإنما هو يصرّ على تولي المنصب لأن ذلك تكليف لن يسعى إليه، وما يقوم به إنما هبة ينعم بها على العراقيين وعليهم الحمد والشكر على هذه النعمة، وكان باقر جبر الزبيدي وبشطارته يعتقد أنه وضع يده على أصل المشكلة، ما يجري هو محاولة لتقسيم العراق: "أتحدث عن معلومات مهمة أن مؤامرة خلف الباب تستهدف إحياء مشروع تقسيم العراق"، ولا أعرف عن أيّ وطن يتحدث السيد الزبيدي، وهو الذي كلما واجهت حزبه "المجلس الأعلى" مشكلة يذهب إلى الجارة إيران يطلب الرأي ويتلقى الأمر، وعلينا أن لا ننسى الأخوة في الكتلة التركمانية الذين لا يعجبهم الاجتماع إلا في حضرة أردوغان.
المشاهد التمثيلية التي يقوم بها الزبيدي بين الفترة والأخرى تحولت هذه المرة صوب بلاد العرب، فمرة يخبرنا أن هناك مؤامرة لوضع سيسي عراقي على رأس السلطة في العراق، متباكياً على ما جرى للأخوان المسلمين في مصر لأنهم أرادوا تحرير فلسطين!!. ومرة أخرى يتهم السعودية بأنها تريد الاستيلاء على أراضي عراقية لأنها قدمت عدداً من المشاريع الاستثمارية في محافظة المثنى التي تعاني من ارتفاع نسبة الفقر ، إلا أن الزبيدي خرج مزمجراً وغاضباً واعتبر هذه الاستثمارات محاولة للاستيلاء على الاقتصاد العراقي.. وأخيراً طلع علينا ليقول أنه اكتشف المؤامرة على العراق التي تقودها الإمارات العربية، وعندما تسأله ما هي المؤامرة ؟، يقول وهو يتلمظ، أنها لقاحات كورونا التي أهدتها الإمارات إلى العراق..
في كل خطاب سياسي أسأل نفسي لماذا تزدهر مدن العالم، فيما تتراجع أقضية ونواحي تغفو بيوتها العتيقة على بحيرات من الثروة؟ لأن أحداً مثل الزبيدي لا يريد ان يعترف بفشله .. وينسى او يتناسى ان الامارات قامت باكبر حملة تلقيح لفايروس كورونا لعراقيين مهجرين يعيشون في الخيام وسط بلدهم . لم يسأل عنهم الزبيدي يوما ، وبالتاكيد لا يعرف الطريق الى خيمهم المتناثرة في بلاد الرافدين .