TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: صرخة أم سجاد

العمود الثامن: صرخة أم سجاد

نشر في: 1 يونيو, 2021: 10:02 م

 علي حسين

لا يزال البرلمان ومعه الحكومة والأجهزة الأمنية يتخذون موقف المتفرج من عمليات الخطف، ودراجات كاتم الصوت. ليس ثمة شيء عندهم سوى بيانات تصدر بين الحين والآخر تبشرنا بأن الدولة لن تسمح بالفوضى.

تلحّ الدولة بكل أجهزتها على أنها حامية للمواطن، وأنها لن تسمح لأي جهة غيرها بأن تمتلك السلاح، وأصبح شعار "السلاح بيد الدولة" مثل معزوفة موسيقية تعزفها الأجهزة الأمنية مع كل عملية خطف أو اغتيال.. أما البحث عن الجاني فهذه مسؤولية المواطن.. مضى ما يقارب العام على اختطاف المواطن "سجاد العراقي"، من دون أن تعلن الدولة موقفاً من عصابات الخطف ، والأكثر غرابة أنها لا تجرؤ على أن تقف بوجه الخاطفين برغم معرفتها هويتهم والمكان الذي يحتجزون فيه المخطوف . كنامن قبل قد شاهدنا قائد الشرطة السابق في الناصرية وهو يخبرنا بأن هناك مساع عشائرية تجري من قبل شيخ عشيرة الخاطف.. وضربنا كفا بكيف ، ولم نفهم كيف لدولة بها أكثر من مليون رجل أمن تعجز عن مواجهة خاطف .

إن المشهد يبدو مثيراً للأسى حين تستنجد أم عراقية، بأجهزة الدولة من أجل إعادة ولدها إلى حضنها، في مشهد يثير الحزن والغضب في نفس الوقت ظهرت أم الشاب سجاد العراقي تقول إنها تريد معرفة مصير ولدها حياً كان أم ميتاً. والسيدة لا تطلب شيئا خارج القانون، وليست طالبة سلطة ولا تزاحم ساستنا الأشاوس على الكعكة العراقية، ولا يهمها من سيصبح محافظاً، ومن سيلفلف أموال المحافظة، ما تريده فقط "الوصول إلى الحقيقة".

ربما يسخر مني البعض ويقول: يارجل عشرات عمليات الاغتيال والخطف تمت خلال السنوات الماضية، والنتيجة أن الدولة تضع الملفات في أحد الأدراج، مثلما وضعت من قبل ملفّات جسر الأئمة وتفجيرات بغداد الجديدة وجريمة سبايكر وملف قتل المتظاهرين، ولهذا علينا أن نعرف جيداً أن كل أعضاء اللجنة التي حققت في اختطاف سجاد العراقي ، ذهبوا مطمئنين إلى النوم العميق، بعد أن أوهموا العراقيين بأن الحكومة اقتصّت من المجرمين. لا شيء تغيّر، إلا مأساة أهالي الضحايا التي ازدادت هولاً وضخامة وفجيعة ، وكان آخرها صرخة " ام سجاد " .

وأكرّر ما قلته سابقاً إن المسألة هنا تتعلق بفضيحة كبيرة: هناك أطراف تعرف جيداً أن الدولة لا تملك سلطة معارضتها، ولكن هل يعقل ياسادة أن تُخطف امرأة جاءت لمساعدتنا؟.. أليس الأمر أشبه بعار سيظل يطارد هذه البلاد التي لا تحترم مواطنيها؟.

وأعيد طرح السؤال بصيغة أخرى: لديك دولة يلقى فيها العراقي صنوفاً من الاحترام والأمان، ولديك دولة لا تريد أن تقول: توقفوا عن هذه الجرائم !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram