TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل نعتذر لعادل عبد المهدي؟

العمود الثامن: هل نعتذر لعادل عبد المهدي؟

نشر في: 2 يونيو, 2021: 10:39 م

 علي حسين

الآن، وبعد أكثر من عام ونصف على "ذبح" 700 شاب وجرح الآلاف، لم يجد عادل عبد المهدي سوى "الحنطة" ومعها صبات الكونكريت، ليعيد لنا أمجاده، ويقدم نفسه على أنه الكنز الاقتصادي الذي لا يمكن الاستغناء عنه .

رواية "الحنطة" المضحكة التي يروج لها عادل عبد المهدي ويحاول فرضها كصورة وردية لفترة حكمه، تقابلها رواية لا يريد ساستنا "الأفاضل" تذكرها هي تضحيات الشباب التي تصرخ فينا كل يوم وتستحلفنا بأرواح الذين سقطوا دفاعاً عن حلم الإصلاح والتغيير أن ننتبه جميعنا إلى ألاعيب الساسة التي لا تزال تشيع الفوضى، وتستبسل دفاعاً عن بقائها وفسادها.

منذ أن جلس عادل عبد المهدي على كرسي رئاسة الوزراء وحتى لحظة مغادرته لم يكن يريد أن يعترف بأنّ هذا الشعب يملك شجاعة الاحتجاج، فهو يريد منه أن يكون تابعاً، مثل مسؤولينا الذين يتبعون لبلدان الشرق والغرب، لكنهم رغم ذلك يوزّعون "الأجندات الأجنبية" على المتظاهرين، فيما يحاول "جهابذتهم" تلقيننا دروساً في فنون الوطنية.

يحاول السيد عادل عبد المهدي أن يعيد ترتيب الأحداث حسب ذاكرته وليس حسب ذاكرة العراقيين. ولا يترك مناسبة إلا ويطعن في احتجاجات تشرين، معتبراً ماجرى مجرد مؤامرة قادتها الماسونية العالمية ، ولهذا كان لا بد من ان يتحول موضوع خطير ومصيري في حياة العراقيين، وأعني به قتل المعتصمين، إلى مجرد مهرجان غير منظم لتصريحات تفتقر إلى العقلانية والموضوعية. لا أتصور أن أي عاقل يمكن أن يقرأ مقال عادل عبد المهدي عن إنجازاته الاقتصادية التي حققها أثناء توليه رئاسة الوزراء دون أن يضرب كفاً بكف على هذه القدرة العجيبة على خداع الذات قبل الآخرين. كتابات وأحاديث بعضها مضحك ومعظمها يدعو إلى الرثاء، فالرجل اليوم غارق في حساباته الاقتصادية، فيما غالبية الناس لا تزال تضرب أخماساً في أسداس ولم تعد تعرف من قتل أكثر من 700 متظاهر؟.

يلتقي الساسة الذين يحبّون أوطانهم على مشترك واحد، رفاهية الشعوب وطيّ صفحة الدمار والخراب والوقوف بوجه الفساد، لكن في بلاد الرافدين هناك رجال اعتقدوا أنهم إذا حملوا إلى الناس التغيير، فحقَّ لهم استبداله بالسيطرة على مؤسسات الدولة وثرواتها وقتل ابنائها.

كان مؤسس الاقتصاد الحديث آدم سميث يقول لمن يريد أن يعمل في السياسة: "عليك أن تراقب الإنسان الذي في داخلك، وأن تضبط نزواته وغرائزه". للأسف لا أحد من ساستنا يريد اليوم أن يراقب ما بداخله، لأنه في المواقف الصعبة، يظهر على حقيقته، لم تعد الوطنية والنزاهة والسمعة الطبية من همومه، ما دام يجد من يصفق له وينتخبه ويسير خلفه.

كم عادل عبد المهدي في هذه البلاد، يريد ان يستبدل دماء الضحايا، بأرقام عن منجزات وهمية؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram