TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: خيام الوطن

العمود الثامن: خيام الوطن

نشر في: 5 يونيو, 2021: 09:59 م

 علي حسين

منذ سنين ونحن ننتظر في هذه البلاد الخبر الذي يقول لنا أصحابه إنّهم مهمومون بمتاعب الناس، وإنّ المناصب بالنسبة لهم، وسيلة لخدمة المجتمع لاغاية لخدمة العشيرة والحزب، وقد انشغلنا معهم عن هموم عشرات الآلاف من النازحين لنغرق في معركة تعريف الإصلاح، هل هو إصلاح تكنوقراطي؟،

أم إصلاح تفكيكي على طريقة المرحوم جاك دريدا؟، ولعلّ ما نسمعه من أخبار الاجتماعات والمناقشات والمداولات والخطابات يبعث على الأسى . يريدنا صانعو اخبار هذه البلاد، أن نعتاد على السذاجة، الآن يتحدثون عن الرفاهية ، ونحن ضربنا الرقم القياسي بعدد ساكني خيم المشرّدين، ونراهم يتصرفون بالدولة باعتبارها "دكاناً" للإيجار، وليست مؤسسات تخطط للمستقبل وتحرس جسم الوطن من الأوبئة والعلل. الجميع يتصرف باعتباره صاحب الصوت الأعلى! .

يا أصدقائي الأعزّاء، كنت أمنّي النفس بمسؤول من المؤمنين على شاكلة وزراء رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين، التي لاتزال حتى ساعة كتابة هذا المقال تحاول الاعتذار، لأنها تجاوزت على ثروات الشعب وصرفت 850 يورو بينما المسموح لها هو 300 يورو، كخدمات ضيافة شهرياً.. تتذكرون المليون دولار شهرياً التي كان يتقاضاها نواب رئيس الجمهورية نوري المالكي وطارق الهاشمي وعادل عبد المهدي؟.. ولا أريدكم أن تتذكروا، طبعاً، مئات الملايين التي نهبت في مشاريع لم تر النور، والمثير أن أصحاب هذه المشاريع لايزالون يتحدثون في الإصلاح والنزاهة وضرورة محاسبة الفاسدين!

أيها القارئ العزيز، استمع إلى تصريحات العديد من ساستنا وستعرف لماذا أعود دوماً إلى عمنا المتنبي ، فكم بنا من المضحكات ولكنه ضحك أمرّ من البكاء، حين نجيّش الجيوش ونتظاهر من أجل نساء البحرين ومعاناة أهل اليمن، ثم نضع رؤوسنا في الرمال عندما يتعلق الأمر بنساء واطفال ايزيديين ، يعيشون من دون سقف بعد ان احترقت خيامهم ..، تخيل جنابك دولة نفطية مثل بلاد الرافدين لايزال عشرات الالاف من مواطنيها يفترشون الارض منذ سبعة اعوام في الوقت الذي تنشغل فيه كبرى صحف العالم بأخبار النساء الايزيديات ، من دون كلمة رثاء سياسية واحدة، ويؤسفني شديد الأسف، أن تتعاطف صحافة العالم مع كارثة ابناء هذا البلد، على أنها قضية إنسانية كبرى، فيما يعتقد همام حمودي أن العراقيين يعيشون أزهى سنواتهم!.

من منكم سمع أو قرأ في الأخبار أن مسؤولاً حكومياً انتفض وتأثر لحريق مخيم الأيزيديين؟ نتحدث عن شباب يعانون البطالة والإهمال، فيضحك منّا الساسة، ويقولون ما بالكم لا ترون الظلم الذي يتعرض له متظاهرو البحرين؟، نُصرّ على أن نرفع راية الدفاع عن أخوان تركيا ومصر وتونس، ولا نعترف بالكوارث التي يعيشها هذا الشعب.

يرفض مسؤولونا "الأفاضل" الكرام أن يراهم الناس في لحظة ضعف بشري.. فكيف يمكن لمن حصل على مقعد في البرلمان ، أن يجلس على الأرض يحيط به أطفال أيزيديون ومسيحيون؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram