محمد تركي النصار
في أثر تاركوفسكي
الشبح
يتمشى
حرا
خفيفا
بلا اكسسوارات
لاهميانات
لا تركات
ولا تردد
لا ايديولوجيات
ولا زمكان
هو المفترى عليه الذي يخيف البنات والاطفال
والمتهم
الهارب
من أضواء الحياة الواقعية
الى الافلام البوليسية المركبة
من هيتشكوك واجاثا كريستي
الى أزرار الكواكب الوهمية
حيث متانة الابطال العقلية
واناقة البطلات الرشيقات
فلاطبخ
ولادسائس
ولانظرات مشبوهة
فكل شيء قوي صاف
واضح الرؤية
والمخرج يعول كليا
على البعد الأثيري...
والروح واثقة
لاتعبث بها كوابيس كافكا
ودسائس ليدي ماكبث
او زنابق اوفيليا
ونصال هاملت في قلبها الصغير...
يالها من طفلة
تمنيتها أن تكون بطلة من بطلات الخيال العلمي
لأحميها
من نهر المنتحرات
ودموع الجمهور التي تصير سيوفا من لهب ازرق
تحارب طواحين الندم
هكذا يتقاطع الافقي بالشاقولي
ويمر على الكرة المرقطة بظلال الذئاب
كل الحالمين والفلاسفة والشعراء
ابطال جوسر وملتون ودانتي
اذ جحيم باربوس غرفة تعذيب ذاتي
يتصفح أوراقها المعري سريعا
وتبقى جدلا محتدما وحلما يتكسر
على ورق أصفر
او في متاهات التأويليين...
******
الشبح يجتاز
بخفة الهواء
منزل
ثلاث عرافات
مدهونات الشعر
بالأبيض المخاتل
يعذبن بنتا
بحجج المصير الغامض
فتظل تنزف
ضبابا أحمر
بانتظار وصول تاركوفسكي
شاعر الحلم
الذي ذهب في نزهة قصيرة
ولم يعد أبدا