TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حجي جرايد

العمود الثامن: حجي جرايد

نشر في: 15 يونيو, 2021: 10:34 م

 علي حسين

تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب، أنّ الأحزاب التي تقدمت للانتخابات أصبحت 250 حزباً بدلاً من 300 حزب وحزب، وأن هذه الأحزاب طمأنتنا إذا فازت فأنها ستقسم الكعكة العراقية بالتساوي فيما بينها.. في الوقت الذي يعلن فيه "أبو مازن" أحمد الجبوري أن الجماهير لن تنام أو تهدأ قبل أن تراه جالساً تحت قبة البرلمان.

كنت أتمنى أن أكتب عن عيد الصحافة العراقية، والذي ضربت فيه بلاد الرافدين مثلًا لا يتكرر، بدليل أن العديد من الصحفيين اختطفوا وقتلوا، وشردوا من أماكن عملهم، لأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية العراقية الجديدة، التي ترفع شعار "لا أرى.. لا أسمع.. لكنني أثرثر".

يشعر السياسي العراقي بحالة من التعالي تجاه الصحافة العراقية، ولا يهمه أبداً أن تذهب الصحافة أو تبقى، ولهذا نجد معظم المسؤولين "الأشاوس"، يفتحون أبوابهم وخزائن ذاكرتهم لصحفي من جريدة عربية أو قناة فضائية أجنبية، لكنهم يستنكفون أن يجلسوا أمام صحفي عراقي، إلّا بشروطهم، التي هي أن يضع المكتب الإعلامي لفخامتهم الأسئلة ويجيب عليها، يضعون بينهم وبين الصحافة العراقية أسواراً من الحديد، الكلّ يدفع من أجل نشر صورهم وهم يقصّون شرائط لمشاريع وهميّة، هؤلاء أنفسهم يستنفرون قوّاتهم، حين يُدلي موظف صغير بتصريح لإحدى الصحف العراقية، حتى أنّ معظم الوزارات أصدرت، "مشكورة"، توجيهات بغلق الأبواب والنوافذ أمام وسائل الإعلام المحليّة، وعلى الصحفي حين يستخدم المعلومات أن يخفي نصفها حتى لا يتعرض إلى مساءلة القانون، أو تخطفه سيارة مضللة تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية. تكفي هذه الأمثلة لكي نسأل: إذا كانت الصحافة حقاً جهاز مراقبة كما أراد لها الدستور، فكيف تمنع من الدخول إلى قبة البرلمان الذي هو ممثل الشعب الذي تعدّ الصحافة جزءاً من سلطته؟!، كيف بإمكان الإعلامي العراقي أن يقدّم المعلومة وهو لا يرى الوزير حتى في الأحلام؟!

لو سألنا اليوم أي مواطن عراقي عن رأيه وهو يسمع أن الصحافة استطاعت أن تزيح مسؤول عراقي من منصبه، وأنها تمكنت من وضع حسين الشهرستاني وأيهم السامرائي والحاج فلاح السوداني خلف القضبان ، وان الدولة استطاعت ان تعيد مئات المليارات دخلت جيوب حيتان السياسة ، فقد يموت قهراً أو ضحكاً، لأن هذه الصحافة صدعت رؤوس القراء بأحاديث ساستنا عن النزاهة والاصلاح ، دون أن يقول لهم أحد لماذا تكذبون ؟

ما ذنب الصحافة إن خرجت مانشيتات صحف اليوم تقول إن قادة الكتل السياسية قررت ان لا مكان للمحاصصة في الحكومة المقبلة .. سيبتسم المواطن ويقول في سره "حجي جرايد".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram