علي الياسري
ينغمس صانع الوثائقيات المخرج الايطالي جيانفرانكو روزي في التاريخ القاسي لمنطقة الشرق الاوسط بالمساحة الممتدة من العراق وحتى لبنان مرورا بسوريا ليستعرض سجلًا حافلا بالالم والخيبات الانسانية.
تمر كاميراه بصورة بانورامية على واقع مرير يندمج في سياق لقطاته كيان البشر والطبيعة ليمثلا مصب تنهمر عنده كل قذارات السياسة وتوحش المصالح بين الدول الكبرى وبيادقها من حكومات ومنظمات ارهابية تبرز من قعر التاريخ ورواسب الافكار فوق رؤوس من وضعتهم الظروف بمفارقتها الزمنية في اماكن اسوأ من الجحيم.
لا يذهب روزي بمباشرة الى طبيعة الافعال بل يتعلق بالغالب بشاعرية الصورة في تكوين مقتربات الوجع وقساوة الحال التي تطحن انسان هذه الارض. كل الاشياء والكائنات تبدو رفيقة الخوف المُغلف بالليل كرمز لقتامة الحال وكمهجع قلق يترقب بآسى القادم الصعب.
يجتمع في كائن ليلي جمال الالم كصورة فنية ببذخ المشاعر المفجوعة والمؤطرة بألوان ذائقة سينمائية فريدة.
انه الرؤية التي تغامر في مجابهة الافعال القبيحة من خلال براءة الطبيعة والطفل وانكسار المرأة امام رياح الهمجية للارهاب والاحتلال وكل النعرات الخبيثة التي تمزق نسيج العلائق الانسانية الاسمى.