محمد حمدي
أثلجت البطلة دانة حسين صدورنا بانجازات بفرحة كنّا أحوج ما نكون لها من أوجه عديدة، وهنا لا أقلل من انجاز بقية الأبطال الذين نالوا الذهب والميداليات الملونة الأخرى سواء في بطولة تركيا أو العرب في تونس على حدّ سواء،
ومنهم البطل محمد حبانية الذي كسر حاجز الخوف أولاً من ركض خمسة آلاف متر، تلك الفعّالية التي تلاشت عراقياً، ومن ثم تحطيم الرقم البعيد المسجّل باسم العداء عبد الكريم خضير منذ عام 1986 أو الأبطال الآخرين منتظر فالح وطه حسين ومحمد عبد الرضا.
حطّمت العداءة دانة حسين، الأحد الماضي، الرقم القياسي العراقي السابق المسجّل باسمها في بطولة ملتقى بورصا الدولي في فعالية 200 متر ركض أيضاً، ليكون هذا الشهر مثالياً لألعاب قوى العراق المجتهد وعروسه البطلة الطموحة دانة حسين التي أعلنت تأهلها رسمياً وباستحقاق الى أولمبياد طوكيو 2020، بعد حصولها على الرقم التأهيلي في فعّالية 200م وقدره 50 . 22 ثا وهو أدنى رقم مؤهّل للأولمبياد المقبل، فضلاً عن تأهّل عداءتنا الذهبية الى الألعاب الأولمبية، فقد نجحت في احراز المركز الأول في هذه الفعّالية لتضيف ميدالية ذهبية ثانية في خانة ميدالياتها في البطولة العربية، بعد حصولها على الميدالية الذهبية في فعّالية 100م.
وهنا لابد أن نتوقف عند جهود الانجاز ولا نمر عليها مرور الكرام ونرفع القبعة لدانة التي اجتهدت وانتصرت نفسياً على جملة من الأمور المُحبطة التي رافقت إعدادها ليس أقلّها ظروف الحظر والوباء، بل والحصول على الظرف المثالي لمواكبة التطوّر ورفع القدرة على زيادة الفاعلية الانجازية بدراية وتفوق لتشكّل فارقة نوعية قلّما يجود بها الزمن علينا، وتعيد ترتيب أولويات الأرقام القياسية العراقية التي جثمت على حالها لفترة طويلة يمتد بعضها الى القرن المنصرم!
هذا من جانب، ومن الجانب الآخر فإن تألق ألعاب القوى في تونس تحديداً وبتواجد أبطال وبطلات المغرب والجزائر وتونس العالميات والتفوّق عليهُنّ في ألعاب تعد ماركة رسمية لهم، فهذا هو ما نطمح اليه ونتمنّى ظهور بطلات أخريات تتاح لهنّ الفرصة للتفوّق وتأكيد مكانة ودور المرأة العراقية الرياضية البطلة التي افصحت عنها دانة شخصياً بالقول أنها (وصلت الى ما وصلت اليه وتأهلت الى الأولمبياد نتيجة تخطيط وتحضير خلال الفترة الماضية وكنتُ أركّز في هذه المسابقة للحصول على الرقم التأهيلي بغضّ النظر عن النتيجة النهائية، والحمد لله نجحتُ في ذلك وسأمثل بلدي في أولمبياد طوكيو بعد أن بذلتُ جهداً كبيراً، مضيفة بأن هذا الانجاز بحد ذاته كبير ويختلف كثيراً بالنسبة لي عن ترشحي للمشاركة عن طريق بطاقة الكوتا (المجانية) النسوية).