TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: خيمة تهزم دولة!!

العمود الثامن: خيمة تهزم دولة!!

نشر في: 22 يونيو, 2021: 10:22 م

 علي حسين

حالة من انعدام الضمير فى التعامل مع السيدة والدة إيهاب الوزني، بلغت حداً غير مسبوق فى تاريخ الاعتداء غير الإنساني وغير المشرف على امرأة عزلاء لا تريد من الدولة قطعة أرض، ولا قرضاً مصرفياً، ولا تطالب بالكهرباء والخدمات، ولا تحلم أن تزاحم " نائمات " البرلمان على كرسي مجلس النواب، مطلبها بسيط وواضح يتلخص في ثلاث كلمات:

" معرفة قاتل ابنها " ، ولا أعرف ماذا كان يضر محافظ كربلاء لو أنه ترك السيدة تمارس حقا كفله لها الدستور ، وأن تقدم نموذجاً متحضراً لامرأة تطالب بإشاعة العدالة ومحاسبة الخارجين على القانون، امرأة تخاف على أبناء محافظتها، ما الذي كان يضر الدولة لو أنها قدمت نفسها للعالم كنموذج لدولة متحضرة ؟.

يجب أن نسجّل للديمقراطية العراقية، انتصارات كثيرة و"مهمة"، فهي أول دولة تمارس السياسة من أجل إذلال المواطن، والسخرية من آدميته، وهي أول دولة تعتقد أنّ هذه البلاد منذورة لمهمة أكبر، وهي الحفاظ على الضباط "الدمج" وسيطرتهم على الشارع ، وإلا ما معنى أن يقوم ضابط برتبة عميد بالإساءة إلى سيدة عراقية، وإصراره على إنهاء اعتصامها، وطردها من خيمتها ؟، فيديو صادم بالصوت والصورة نسمع ونرى من خلاله أفعالاً لا تصدر عن قوات أمنية مهمتها الأولى المحافظة على أمن المواطن وتوفير الحماية له ، وانما عن وحوش يحكمهم قانون الغاب ، في الوقت الذي لم يخرج علينا محافظ كربلاء ببيان عن هذا الفعل المشين، ولعلّ الأقسى من الطريقة البشعة التي عوملت فيها هذه السيدة، أننا من جديد نتجرّع الحقيقة بمذاق العلقم، وهي أنّ المواطن العراقي بلا ثمن.

مؤلم وقاسٍ، هذا الإصرار على السخرية من العراقيين، حين يحاول البعض أن ينسى فضيحة قتل أكثر من 700 متظاهر، وجرح أكثر من عشرة آلاف، ليصر على مصادرة خيمة صغيرة تجلس فيها سيدة فقدت ابنها البكر، والحجة أن هذه الخيمة تضر بمصالح الدولة .

قرار الاعتداء على السيدة أم إيهاب الوزني يؤكد، بما لا يحتمل الشك، أن البعض من أهل السلطة قد عزلوا أنفسهم عن الناس ، يمارسون بمفردهم جنون القرارات والتصريحات والألاعيب، ويطلون على الناس بوجوه صارمة، تريد أن تقول إن كل هذا الشعب متّهم ! .

في ظل نظام اعتقد المواطن المغلوب على أمره مثل جنابي أنه ديمقراطي، وفي ظل مؤسسات يفترض أنها في خدمة الشعب، مازال البعض يعتقد بأنه يحمل تراخيص لإذلال الناس والحط من آدميتهم .

اليوم ونحن نشاهد فيديو الاعتداء على السيدة الكربلائية ، في الوقت الذي يتم فيه إعفاء " أبو مازن " من جرائم النهب وبيع المناصب، فإننا نجد أنفسنا أمام عملية ممنهجة لاستعادة ممارسات التسلط على الناس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram