علي حسين
عندما نشاهد فيديو عن محاصرة مركز شرطة في مدينة الشطرة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وبانتظار أن تصل الثقيلة، لأن الشرطة اعتقلت أحد شيوخ العشيرة المتهم بجريمة قتل، وماذا تفعل وأنت تقرأ أن شيخ العشيرة أطلق سراحه "بعد اتصالات رفيعة المستوى لاحتواء الموقف".
ستدرك عزيزي المواطن أنك لا تعيش تحت ظل دولة لها مؤسسات وأجهزة أمنية، وإنما في ظل قبائل وجِهات عشائرية، تجد أن علمها وقانونها أهم وأبقى من علم وقانون الدولة .
عندما بدأنا نقرأ في الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ونشاهد في الفضائيات عناوين "مطلوب عشائرياً"، و"كوامة عشائرية"، فإننا أيقنّا جيداً أن الخراب قد حلّ، وعندما أصر البرلمان على إصدار قانون العشائر بدلاً من قوانين لتطوير التعليم والضمان الصحي ، ومحاربة الفساد والرشوة .
تتذكرون قبل تسعة أشهر شاهدنا معا فيديو نشرته إحدى العشائر تهدد فيه رئيس الوزراء وتطالبه بتقديم اعتذار إلى رئيس العشيرة، وبعكس ذلك حسبما جاء أخبرنا شخص يقرأ البيان فإن العشيرة ستتخذ خطوات تصعيدية.. وقبل أن نسأل ما هي هذه الخطوات يخبرنا اصحاب الفديو بأنها خطوات أقرها الدستور!!، إذن العشيرة تطالب رئيس الوزراء بأن يسحب قوات مكافحة الإرهاب وأن تعود إلى مكانها، والسبب أنها لم تستأذن رئيس العشيرة وهي تقوم بالبحث عن الشاب المخطوف سجاد العراقي، فلا يجوز في عرف العشيرة صاحبة البيان "الثوري" أن تدخل القوات الأمنية دون إذن مسبق من شيخ العشيرة، ولهذا لابد للحكومة من الرجوع عن قرارها الجائر بتحرير الشاب المخطوف وإعادة الهيبة إلى العشيرة.
دعونا لا نبحث عن مبررات لما يجري من خراب وفشل وفقر وبطالة وسرقة للثروات، ماذا يعني لساكني المنطقة الخضراء أن أكثر من نصف الشعب يعانون العوز وغياب الخدمات؟ لا شيء مهماً مادام هناك في البرلمان من يعتقد أن العالم يتآمر على التجربة العراقية العظيمة !
ماذا تعني الديمقراطية في بلد يلجأ كل نائب فيه إلى أهله وعشيرته وأقربائه، لكنه في الفضائيات يصدح بأفخم العبارات عن الدولة المدنية والمواطنة؟
في كل يوم يسيء ساستنا إلى الديمقراطية، عندما يعتقدون أنها تعني بناء دولة القبائل والأحزاب المتصارعة والطوائف المتقاتلة.
عندما تُقسِّم البلدان إلى قبائل وطوائف، فإنك بالتأكيد تصرّ على أنّ هذه البلاد ليست دولة مؤسسات، ولا وطناً، لكن ماذا عن الذين يريدون أن يفرضوا قناعاتهم العشائرية والطائفية على شعب بأكمله؟ الجواب ربما نجده في فديو محاصرة قضاء الشطرة .
أعرف القليل جداً عن السادة الذين يصرّون على أن يحوّلوا العراق إلى دولة عشائرية ، لأن معرفتهم لا تفيد في شيء، لكني أعرف جيداً أنّ العراق تحوّل من دولة مؤسسات إلى دولة تحتفل بقانون العشائر .
جميع التعليقات 3
جابر كمال
اهل ماننطيها هم من سلحوا العشائر
ماجده البابلي
للاسف الشديد العراق فعليا اصبح دولة عشائر وطوائف لا دولة قانون ومؤسسات .. تلك هي ديمقراطية الاسلام السياسي البدوي .. نحتاج الى معجزة تنتشلنا من هذا الوضع المزري وهذا الخراب الروحي والمادي والثقافي .. دمت سالما ايها الكاتب الزميل .
متابع
في كثير من صحف العالم العدد الاسبوعي يوم العطله مميز الا في العراق تعطل الصحف 0لماذا