اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: قفوهم أنهم مَصْلَحِيَّون!

باختصار ديمقراطي: قفوهم أنهم مَصْلَحِيَّون!

نشر في: 4 يوليو, 2021: 11:30 م

 رعد العراقي

من الخطورة بمكان أن تظلّ ذريعة الحق تعبث بعقول السُذّج والمُغيّبين وراء تأثير دهاليز الإعلام والصحافة غير المهنية ليتستّر خلفها الباطل فيسود قسراً ويرتفع شأنه ويتحوّل مرتدوا الأقنعة المزيّفة الى أبطال في نظر الأجيال الحالية.

قد يكون هناك تأثير ونهج تتبعه بعض المؤسّسات الإعلامية في الترويج عن رسالتها، وتفرض على الإعلاميين العاملين معها ذلك النهج، لكنّنا لم نسمع يوماً أن إعلامياً أو مقدّمَ برنامج رياضي هو من يفرض على تلك المؤسّسة تحويل برنامجه لموقع تشهير وتصفية حسابات شخصية وساحة قضاء افتراضي وورقة ضغط وتهديد بكشف ملفات فساد ضد شخوص بعينهم بشكل تدريجي حتى يتحقّق أحد الأمرين "إمّا الاعتراف والرضوخ له وما يتبعهُ من تنازل عن دعاوٍ قضائية ضدّه" أو "استمرار نشر الفضائح حتى وإن طال الزمن لشهور طويلة"!!

هكذا يُفسَّر مشهد ما يجري وفقاً لمعطيات الاحداث، وتوتّر العلاقة بين الأطراف المعنية التي يعلم بها القاصي والداني، وحالة الإصرار غير المبرّر في تحويل برنامج رياضي من ناقِد بموضوعية الى جالِد للتطبيعية!

الصراع بين بعض البرامج الرياضية مع التطبيعية بدأ يأخذ حيّزاً أكبر من كونه يستهدف شخوص بعينهم، بقدر ما تشير كل الدلائل أنه يسعى للاطاحة بمعسكر الوزير عدنان درجال الطامح للترشّح لمنصب رئيس الاتحاد وتحييد دور المُقرّبين له قبل انتخابات أيلول القادم، وهو ما جعل كل الاتهامات تربط بين أعضاء الهيئة التطبيعية وبين افتراضية تحكّم عدنان درجال بمقود القيادة أو التستّر على كل خروقاتهم تمهيداً لاضعاف حظوظه في الفوز بالانتخابات القادمة!

لسنا ضد كشف حالات الفساد أو الخروقات الإدارية لأي مفصل رياضي، بل إن الإعلام الرياضي مُطالب بالتحقّق ورصد تلك الحالات تحت واجب الإصلاح والتصحيح بحيادية وشفافية لا تتأثر بالعلاقات أو المواقف الشخصية، وينتهي دور الإعلامي في كشف أية حالة سلبية عند عرضه الأدلّة والوثائق التي يراها تمثّل خرقاً قانونياً، بينما يترك للجهات المعنية والقضائية اتخاذ القرار بالإدانة أو البراءَة، وخلاف ذلك، فإن تكرار الحديث حول ذات الموضوع لحلقات عدّة وإجبار المشاهد على حصر اهتمامه بتلك القضية فهي مصادرة بشكل غير مباشر لعقل وحق المتابع تحت تأثير مقولة "كلمة حق يُراد بها باطل".

سؤال في غاية الأهمية يُطرح لنستوعب وفقاً لدقّة الإجابة عليه حجم الخِداع والتزييف الذي يمارسه البعض في التلاعب بملفّات الفساد لتكون ورقة ضغط لا أكثر، فكم أثيرت ملفّات إنشغل الشارع الرياضي بها وعلَتْ أصوات برامج رياضية وضيوف كانت تمتلك إدلة ووثائق تُدين الكثير من الشخصيات والمؤسّسات الرياضية، لكنّنا لم نسمع عن قضية واحدة تم الحُكم بها أو إدانة المتهمين، ونالوا جزاءهم العادل، بينما خفتت تلك الأصوات وسوّفت جميع الاتهامات واختفت الوثائق، بل إن الكثير ممّن اتهموا بالفساد اصبحوا بعد سنوات ضيوف دائمين لذات البرامج ويتحدّثون بلسان النزاهة!

لا نريد لخط الإعلام الرياضي أن ينحرف عن مسار الحيادية أو يفرض أدواراً جديدة لمهامّه قد تُسيء لحقيقة نواياها المهنية، كما إن صمت الجهات المعنية عن تقييم وتقويم أبناء البيت الصحفي ومُعالجة أي خروقات واجتهادات شخصية يمكن أن تُثلم تاج ومهنية الصحافة الرياضية التي لم يتلبّسها الوهن وضعف الحال أو يُطاح بكبرياءها ونقاء سريرتها مثلما تواجهه اليوم بعد أن فرضَ الطارئون والمَصْلَحِيَّون سطوتهم من دون رادع، وارتضى البقية إما الصمت أو التشبّث بكرسي المنصب الى الأبد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

 علي حسين انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب...
علي حسين

قناديل: تشويه صورة تشومسكي

 لطفية الدليمي ماذا عساك تفعلُ عندما تسعى لتشويه صورة إنسان معروف بنزاهته واستقامته الفكرية والانسانية؟ ستبحث في التفاصيل الصغيرة من تاريخه البعيد والقريب علّك تجد مثلبة (أو ما يمكن تأويله على أنه مثلبة)....
لطفية الدليمي

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

محمد الربيعي هذه المقالة تتبنى ما طرحته في كتاباتي السابقة وتعيد ما اكدت عليه في سياقات مختلفة. اسأل القراء الأوفياء الذين يتابعون أعمالي مسامحتي ازاء الالحاح في التأكيد، فالحاجة تدعوني لاعادة النظر في هذه...
د. محمد الربيعي

ماذا تبقى من سيادة العراق بمواجهة تحديات عديدة؟

لينا اونجيلي ترجمة: عدوية الهلالي في أعقاب غزو العراق مباشرة، أصدر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأمر التنفيذي رقم 13303 لحماية صندوق تنمية العراق (DFI) الذي كان بمثابة مستودع مركزي للإيرادات الناتجة عن مبيعات...
لينا اونجيلي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram