علي حسين
كل عام، في مثل هذا الشهر "تموز"، يتذكر الفيسبوك العراقي ما جرى صبيحة 14 تموز، البعض يستعيدها بالدفاع عن عبد الكريم قاسم ونزاهته ووطنيته، ويتذكر بيوت الفقراء والمدارس والمستشفيات، وقانون الإصلاح الزراعي والنفط، والأحوال الشخصية.
البعض الآخر ينتقد حكم العسكر والمجزرة التي حدثت للعائلة المالكة ..وبينما تدور حرب البسوس هذه على صفحات الفيسبوك بين أنصار الجمهورية ودعاة الملكية ينتظر المواطن العراقي ان تحتفل الدولة بالقضاء على المولدات الاهلية ، اكثر مما ينتظر أن تحتفل بمئوية هذه البلاد، ولانني مواطن يؤمن بالديمقراطية ، فانا ارى ان يتم الاحتفال بذكرى جلوس إبراهيم الجعفري على كرسي رئاسة الوزراء، ففي عهده كانت "الولادة الجديدة" للعراق، كما أريد له أن يتحول إلى خرائب.. ومادمنا نتحدث عن المئويات، فقد احتفلت الصين قبل أيام بمئوية انطلاق ثورتها التي قادها ماوتسي تونغ ، الصين التي مرت بمنعطفات وخلافات وصراعات ، لا تزال متمسكة بصورة ماو التي احتلت مكاناً بارزاً في أكبر ساحة للاحتفال وشاهدنا الرئيس الصيني شي جينبينغ يقف امامها ليلقي خطاباً يقول فيه إن "زمن التنمر على الصين انتهى"، جينبينغ الذي عاش طفولة قاسية ، تعرض والده القيادي الشيوعي للتطهير في الستينيات كما تعرضت أسرته للإذلال ، ومثله تعرض باني الصين الحديثة دنغ شياو بنغ إلى الإقصاء والسجن، لكن ما إن سنحت له الفرصة أن يشارك في بناء بلاده، وليخرج على الشعب قائلاً: "سوف نكمل بناء الصين ولكن من خلال العمل فقط، لا من خلال المنشورات".. لم يشتم ماو الذي سجنه وأقصاه ولم يتهمه بالعمالة.. ولم يطالب باجتثاث كل من عاش في زمن ماو.
عندما تسلّم دنغ دنغ شياو السلطة، كانت الصين بين أضعف دول العالم اقتصاداً، أكثر من نصف سكانها يعانون من البطالة. وعندما ترك السلطة عام 1992 كانت الصين تصنع السيارات والإلكترونيات وكل ما يهم سكان الكرة الأرضية.
قدّم دنغ للعالم صورة مختلفة عن الجنس الأصفر وأصحاب البدلة الواحدة، أراد أن يرسل الماضي إلى النسيان، وقال لمنتقديه وهم يهاجمونه على فتح قنوات اتصال مع أميركا: إن الأنظمة التي تغلق على نفسها الأبواب تموت. يجب أن أعترف بأنني دائماً ما أعيد على مسامعكم تجارب الشعوب، وأنسى أننا بلاد علّمنا البشرية القراءة وخطّ الحرف، أكتب عن الصين وأنسى أن حمورابي وضع أول مسلّة للقوانين، و"أعيد وأصقل" بحكايات ماليزيا ورئيسها المؤمن مهاتير محمد، وأنسى أن لدينا أكثر من مئة ألف مسؤول يؤدون الفرائض بانتظام وسيماء التقوى على وجوههم، هذا معيب ياسادة، ويجب أن أتوارى خجلاً لأنني أعتقد أن الكتابة عن نظرية مانديلا في المصالحة، أجدى وأكثر نفعاً من الحديث عن المصالحة التي كان يقودها " المناضل " عامر الخزاعي .
جميع التعليقات 2
رياض عبد المجيد
الجعفري و المالكي كيف كانوا وكيف اصبحوا هذا ايضا تطور
ali
ياستاذنا العزيز في بلادنا اقوام امتهنت العبوديه وعبادة الاصنام فالاصلاح ميؤس منه ورجال الدوله غادرونا