علي حسين
يعود الفضل إلى الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز ، أنه ابتدع لنا عالم الواقعية السحريّة. ولكن أليس الواقع الذي نعيش فيه اليوم أغرب من السحر والخيال معاً؟ وما هو أغرب من أن يُصرّ عادل عبد المهدي على تقديم نصائح في إدارة المرحلة المقبلة، في الوقت الذي يعطينا فيه جمال الكربولي دروساً في الحفاظ على المال العام؟.
منذ سنين ونحن نعيش مسرحية قانون "الاجتثاث" الذي عُدّلَ إلى قانون المساءلة والعدالة، ثم أعيد إلى اسمه القديم، ثم وجدنا من ينادي باعتبار معظم العراقيين من "العهد المباد"! ويجب إبادتهم. اليوم يصرّ البعض على أن يمارس معنا لعبة ساخرة ، مصراً على اعتبار المواطن فاقداً للذاكرة . ففي موقف كوميدي قررت هيئة المساءلة والعدالة استبعاد ياسين الياسري من الترشيح للانتخابات القادمة لكونه مشمولاً بقانون الهيئة، هل هناك مشهد اكثر كوميديا ؟.. وزير داخلية في حكومة عادل عبد المهدي، لم تتقرب منه الهيئة وتركته يتولى أخطر منصب أمني، واليوم تعود لتخبرنا أنه مجتث، هذا الموقف ذكرني بحادثة شهيرة لنفس الهيئة حين قررت اجتثاث صالح المطلك، وبعد أشهر أصبح صالح المطلك بشحمه ولحمه نائباً لرئيس الوزراء.
ونحن نتابع صولات هيئة المساءلة والعدالة ننظر جيداً إلى قائمة السياسيين ونكتشف أين تختبئ مأساتنا، ومن يحمل الأفكار الطائفية والإقصائية، وكيف أن العديد من سياسيي ما بعد 2003 ينطبق عليهم قانون الاجتثاث، ومثلما تطالبنا الجهات السياسية بعدم المساس والاقتراب من "الرموز الوطنية"، أطالب أنا العبد الفقير لله، بتطبيق المادة السادسة من قانون الاجتثاث على معظم أحزاب الخراب ، وهي المادة التي جاء فيها: "يطبّق القانون على جميع الأحزاب والكيانات والتنظيمات السياسية التي تنتهج أو تتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي أو تحرّض عليه أو تمجّد له أو تتبنّى أفكاراً أو توجّهات تتعارض مع مبادئ الديمقراطية".
18 عاماً ومازلنا نبحث عن حكومة توافق، ما زال تأثير الطائفية والمحسوبية والانتهازية أقوى من الديمقراطية والحرية، ما زلنا ننتظر وزراء يخرجون "حصراً" من معاطف الأحزاب، ولا يهمّ أن يتأخر تشكيل الحكومة وتتوقف مصالح البلاد، فنحن شعب يحبّ الكسل والعُطل، كل يوم تُعلن عدد من المحافظات أنها في حالة راحة واستراحة، وماذا ياسادة عن العمل والبناء؟، يجيبك أحد القادة "المؤمنين" نحن شعب نبحث عن خير الآخرة، ولا تهمنا ملذات الدنيا! بالمناسبة صاحب التصريح تعيش عائلته في إحدى الدول الأوروبية وتتمتع بكلّ مغريات الدنيا ، اتمنى ان لاياخذكم الخيال بعيدا وتتوقعون انني اقصد علي العلاق.
لو أعدنا قراءة التاريخ مرة أخرى، لوجدنا أن الحوار هو الذي ينتصرغالباً على يـد رجال كلماتهم أقوى من المدافع، أفكر طبعاً في غاندي ونهرو، ومانديلا ولي كوان وميركل.. وبالتاكيد لا يمكن أن أتجاوز حنان الفتلاوي.