ميسان/ مهدي الساعدي
وسط ضجيج دوي المحركات وقعقعة وقع الأدوات المعدنية المختلفة يقبع حسام صاحب محل صيانة المولدات الكهربائية المنزلية في احد أسواق مدينة العمارة وقد تكاثرت علية المولدات وتصاعد الدخان من عوادمها بأبخرة متعددة الأوصاف.
حسام صاحب العقد الأربعيني من العمر يواصل العمل بهمة كبيرة معتبرا اياه موسما للربح بعد انقطاع وبرود العمل في تصليح وصيانة المولدات الكهربائية المنزلية خصوصا في الآونة الأخيرة كما يقول "نادرا ما كانت تردنا قطعة للتصليح وغالبا ما تكون لأحد محال السوق وعملنا توقف بشكل كبير".
مهنة صيانة وتصليح المولدات الكهربائية المنزلية تنتعش مجددا بعد ان تراكمت عليها عقبات النسيان واصبحت في عداد المهن الطاردة لممتهنيها ولكن أزمة انقطاع التيار الكهربائي حولتها وبجدارة الى مهنة تعتاش على الازمات.
"التيار الكهربائي الوطني والمولدات الأهلية لم تدع فرصة لعمل المولدات المنزلية مما جعل المواطن الميساني يستغني عنها" يقول كاظم فيصل ناشط مدني ويتابع القول "أضافت المولدات المنزلية ثقلا على كاهل المواطن الميساني منها شراء البانزين او الكاز بالإضافة إلى زيوت المحركات مما جعل امر ابعادها عن العمل أمرا مستحسنا فتم إلغاؤها من قبل اغلب الميسانيين".
لم يكن انقطاع التيار الكهربائي سببا وحيدا وان كان جوهريا في ارجاع المولدات الكهربائية المنزلية للعمل بل ساعده بذلك عطل وتوقف العديد من المولدات الكهربائية الأهلية بسبب زيادة الضغط عليها في فصل الصيف وخروج العديد منها عن الخدمة بسبب تقادم السنين وطول فترة العمل.
يقول حسام "اغلب العوائل الميسانية تضع المولدات المنزلية فوق سطح المنزل بعد انعدام حاجتها للعمل وعندما انقطعت الكهرباء استنجدت تلك العوائل بها ولكن اغلبها لم تعمل لأسباب الإهمال وعدم الصيانة فانطلق الجميع دفعة واحدة صوب مصلحي المولدات الكهربائية".
حسن مواطن ميساني ينتظر تصليح مولدته وأبى الرجوع للمنزل الا وهي معه يقول "بعد انقطاع التيار الكهربائي حاولنا تشغيل المولدة ولكنها لم تعمل بعد ان تركناها لمدة أكثر من عام وعند تصليحها اول مرة عملت وتوقفت مجددا".
ويضيف حسن "بعد استقرار الكهرباء فضلنا ادامتها وتشغيلها من جديد تحسبا لكل طارئ ولو كانت عندي مقدرة لشراء واحدة جديدة لتركتها".
من جانب متصل تشهد تجارة المولدات الكهربائية المنزلية وموادها الاحتياطية وقطع غيارها انتعاشا ملحوظا وعن هذا الجانب يقول حسين عيسى صاحب محل بيع أدوات احتياطية للمولدات الكهربائية المنزلية "تزايد الطلب على قطع غيار ومواد المولدات الكهربائية وأدواتها الاحتياطية مؤخرا من أجل تصليح وصيانة المولدات العاطلة عن العمل وبسبب ارتفاع أسعار الجديدة منها يلجأ الناس الى التصليح واعادة المستخدم منها سابقا".
ويفضل الكثير من الناس التغاضي عن الأصوات المزعجة لمولدات الكهرباء المنزلية مقابل الانتفاع بهواء مروحة تدور في سقف غرفة لتحريك الفراغ الملتهب بالحرارة او الانتعاش بهواء مبردة علها تخفف من وطأة حرارة شهر تموز.
جبار محمد من سكنة احد الأحياء الشعبية في مدينة العمارة يقول عن الموضوع "يترك اغلب سكنة الحي مولداتهم الكهربائية أمام المنازل في الشوارع مما تسبب ضجة وجلبة كبيرة تسمع داخل المنازل بسبب ضيق أزقة الأحياء وصغر مساحة الدور فيها".
الازعاج والضوضاء ومخلفات العوادم من الابخرة الناتجة عن تشغيل المولدات الكهربائية المنزلية بالإضافة إلى المخلفات الصلبة المترتبة من تغيير بعض قطع الغيار كلها سلبيات مقابل إيجابية واحدة تتمثل بتوليد التيار الكهربائي.
ينهي حسام عمله في محله الخاص بتصليح المولدات الكهربائية المنزلية بتوضيب جمع المولدات داخل محله الصغير بشكل عمودي بسبب صغر مساحته على أمل العودة في يوم جديد وبانتظاره العديد منها لتغيير قطعة غيار او صيانة من أجل العودة للعمل مجددا.