ترجمة: نجاح الجبيلي
كان يوسف كارش من أكثر المصورين شهرة وتقديراً في القرن العشرين. كان مفتونًا بـ «العظمة» و يهدف إلى التقاط الشخصية الأساسية لجلسائه،
وإضفاء الكاريزما والكرامة عليهم في أثناء حياته المهنية التي استمرت 60 عاماً تقريباً. درس كارش الأساتذة القدماء، وتحديداً رامبرانت وفيلاسكيز، وتعرّف على أساسيات التكوين والإضاءة. تجسد صورته لإرنست همنغواي الإضاءة المسرحية التي جاءت لتحديد أسلوبه، وغالباً ما تضيء صورة جلسائه من خلال تعدد أضواء الفيض والنقاط والخلفية.
حين ذهب كارش لتصوير همنغواي في منزله، فينكا فيجا، بالقرب من هافانا، كان الكاتب ما زال يعاني من الإصابات الناجمة عن تحطم طائرة خلال رحلة سفاري في أفريقيا. ذهب كارش إلى بار «لا فلوريديتا» المفضل لدى همنغواي، في الليلة السابقة للتصوير لتذوق مشروب الكاتب المفضل، ديكيري. يتذكر كارش أنه في صباح اليوم التالي، حين سأله همنغواي عما إذا كان يريد مشروباً، قال كارش، «ديكيري، سيدي»، فأجاب همنغواي، «يا إلهي، كارش، في هذه الساعة من النهار!» أخبر همنغواي كارش، «أنا لا أشربُ أثناء الكتابة، لأنك لا تستطيع كتابة أشياء جادة وأنت تشرب.» أراد همنغواي أن يتم تصويره وهو يرتدي سترة، بعد أن رأى صورة كارش لأينشتاين وهو يرتدي سترة. تظهر الصورة الناتجة لهمنغواي أنه مبجّل ومعزول، حيث يظهر على ما يبدو خارج الظلمة اللامتناهية خلفه. وصفه كارش بأنه يتمتع بـ «لطفٍ فريد» وأيضًا بأنه «الرجل الأكثر خجلاً في العالم». انتحر همنغواي بعد أربع سنوات من التقاط الصورة. (2 تموز 1962-م)