اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الحريق سيظل مشتعلاً

العمود الثامن: الحريق سيظل مشتعلاً

نشر في: 14 يوليو, 2021: 11:36 م

 علي حسين

لن يكون غريباً ولا عجيباً، عندما يقرأ المواطن العراقي كل يوم أخبار الفواجع والقتل العشوائي والعشائر التي تهدد وتتوعد، والصواريخ التي يريد لها البعض أن تكون هي المسيطرة على مقدرات العراق . المواطن المغلوب على أمره يدرك جيداً أن هذه البلاد لا تملك قرارها بيدها، وأن البعض يصر على أن تظل رهينة لرغباته..

أحزاب وأفراد مهمتهم الوحيدة اليوم هي حرب إبادة على عموم العراقيين، واستئصال العراق من الخارطة، ومعاقبة كل من يعارض رغبات هذه الأحزاب. ليس غريبا أن تتوالى المصائب ما دامت هناك إرادات سياسية تريد أن تعاقب هذا الشعب، لأنه مشاغب ويخرج في تظاهرات، ويطالب بالعدالة الاجتماعية، ويصر على محاسبة الفاسدين والسراق.

نعم أيها السادة أصبح دم المواطن العراقي رخيصاً، والسبب نتحمله جميعاً، لأننا بعد أيام سننسى جريمة الناصرية هذه، مثلما نسينا ما جرى في مستشفى الخطيب والنجف وقبلها نسينا كارثة جسر الأئمة وتفجيرات الكرادة، فلا تهتمّ عزيزي القارئ، لأنّ كلّ الذين شغلتهم هذه الجريمة سيستخدمونها مادة في مناوراتهم وانتهازيتهم .

هل هي مصادفة أن يحترق مستشفى الحسين في الناصرية، في نفس الوقت الذي تُفجر فيه أبراج الكهرباء، فيما تطورت حروبنا إلى مسيّرات لا تريد لهذه البلاد أن تنام مطمئنة؟.. في كل يوم نصحوا على كارثة، بعدها يخبرونك أن الإمبريالية لا تريد لهذا الشعب الاستقرار والرفاهية.. لا يهم أن تحرق بغداد والناصرية والبصرة ومدن العراق جميعاً، ما دام الغرض هو السيطرة على كل مفاصل الدولة.

في بلاد تتحول فيها مؤسسات الدولة إلى شركات مساهمة تديرها الأحزاب والعصابات ستجد من يحاول الضحك على عقولنا، بأنّ ما جرى مجرّد إهمال أو خطأ غير مقصود. في بلاد " اباطرة " الصفقات والمقاولات والحروب ، لا أحد يريد أن يُطمئن هذا المواطن المسكين على حياته ومستقبل أبنائه.. فردهات المستشفيات جاهزة للحرق ، وكواتم الصوت لا يعلوا على صوتها ، ولا مكان آمن، ولا أمل بالخلاص ننتظره، فالكل يريد تشريح ما تبقى من جسد الوطن.

ماذا سيفعل وكلاء الوطنية العراقية اليوم وهم يرون العراق في طريقه إلى الحريق الكبير، وما هو موقف الذين يصرخون ليل نهار لإنقاذ اليمن ونصرة البحرين؟. إذا كانت أرواح ضحايا مستشفى الحسين لم تهدأ منذ كارثة الثلاثاء، ولم يشفِ القضاء غليل أهاليهم، فإن المواطن المغلوب على أمره مثل "جنابي" يحق له أن يسأل : إلى متى يصرّ فيه ساستنا على أن يمضوا بنا فى سرداب مظلم تتصارع فيه المصالح وحيتان الفساد، بينما لا مكان آمن هناك ولا ضوء بعيد نهتدي به وإليه، باستثناء خطب عن التقوى والفضيلة، وبأن ابناء العراق مكتوب عليهم أن يكونوا طلاب حرائق ، لا طلاب عدالة اجتماعية ؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalidmuften

    لقد ثبت بالدليل القاطع أن حكامنا قد طبقوا نظرية نيرون في حرق روما لحرق العراق وشعبه . تبا الفاسدين .

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: نائب ونائم !!

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram