TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الحلبوسي والخنجر في فيلم الانتقام

العمود الثامن: الحلبوسي والخنجر في فيلم الانتقام

نشر في: 24 يوليو, 2021: 10:57 م

 علي حسين

بالتأكيد عزيزي القارئ أنت مثل "جنابي" تابعت مشاهد من فيلم " أمير الانتقام " بنسخته العراقية، حيث يؤدي فيه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي دور فريد شوقي، بينما يحاول خميس الخنجر أن ينافس محمود المليجي في عدد اللكمات..

واتمنى ان لا تسخروا مني وأنا أضع اسم الحلبوسي والخنجر بموازاة أسماء لنجوم الدراما العربية الذين كانوا يؤدون أدوارهم بإتقان ومتعة، لأن الموضوع السياسي في العراق تحول إلى تمثيل رخيص، ففي الوقت الذي تمر فيه البلاد بأزمة أمنية وتتجول في سمائها الطائرات المسيرة، والناس تذبح في الأسواق وتحرق في المستشفيات، يخرج علينا من يريد الضحك على معاناة البسطاء ويخبرنا بأن الأيام القادمة لها طعم خاص.. كيف؟ لا أحد يدري.. سيقول البعض يارجل لماذا تشغلنا بمعارك الحلبوسي والخنجر وهي في الأساس مجرد مشاكسات شخصية من أجل الحصول على أكبر عدد من كراسي البرلمان ؟ ، فلا الحلبوسي يهمه أمر أهالي جرف الصخر، ولا كانت قضية المشردين ضمن هموم خميس الخنجر، وما يجري هو اختلاف في نوعية الشتائم، وما دام ذلك فلا فرق أن يقول محمد الحلبوسي للخنجر: " حاولت أن أصدقك أكثر من مرة وأغض النظر عن نباح كلابك ومغامراتك عسى ولعل أن ينصلح حالك وقررت ولست متردداً أن أتصدى لك ومؤامراتك الرخيصة، ستبقى تابعاً ذليلاً صغيراً وسأعيدك بإذن الله إلى حجمك الذي تستحقه" . ولا يهم أهالي جرف الصخر أن يقول لهم خميس الخنجر إنه سيطيح بالحلبوسي: "أرجو أن تتذكر دائماً أنني أنا الذي أوصلك إلى مكانك الزائل وأنا بقوة الله من سيعيدك إلى حجمك الصغير الذي يليق بك " ، فالاثنان الحلبوسي والخنجر في معسكر واحد، معسكروالمتاجرة بمعاناة الناس .

من أين يأتي العبث إذن؟ هل من شعارات الموت لأميركا، أم من انتظار أن تتصالح أمريكا مع طهران، لنرفع صور بايدن في الساحات؟، سيرد البعض من رافعي شعار "الانبطاح": يارجل أنت تهرف بما لا تعرف، أنت حتماً تناصب الزعيم خميس الخنجر العداء لأنه يطمح لان يصبح الزعيم الاوحد.

دعوني أسأل الحلبوسي والخنجر، ما هي الرسالة التي يريدون أن يوصلوها للعراقيين وهما يزايدان على معاناة أناس مهجرين؟

ماذا سيقول المواطن الذي لا يملك ثمن عشاء لأطفاله ويسكن في بيوت من الصفيح في الوقت الذي تحوّل فيه العديد من الساسة إلى أصحاب ثروات وفضائيات وشركات في دول الجوار وقصور وشقق في بيروت ودبي ولندن، ولم يسألهم أحد من أين لكم هذا؟.

لذلك كله، لنا في رفض فيلم الانتقام مع الوضع في الاعتبار أن رفضنا لهذه الافلام الرخيصة ليس لأنه أفلام ساذجة، وإنما لأنها غير صالحة للاستخدام البشري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سمراء

    طعم خاص، والخير قينا والموت تحت ظلالهم الوطن يُحرق والناس تذبح ومازال الخير فيهم ومن خيرهم أصبحت النستلة حنظل

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram