علاء المفرجي
تمر هذه الايام الذكرى الخامسة لرحيل المخرج المصري محمد خان إثر أزمة صحية طارئة عن عمر يناهز 73 عاما. ولد خان في مصر في 26 أكتوبر عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية ويعد أحد أبرز مخرجي السينما الواقعية التي انتشرت في جيله من السينمائيين نهاية السبعينيات وطوال عقد الثمانينيات من القرن الماضي وتصور أفلامه حياة المصريين البسطاء.
وقدم خان في مسيرته الفنية أكثر من 20 فيلما سينمائيا كتب قصة 12 منها بنفسه واختير 4 من أفلامه ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي زوجة رجل مهم بطولة أحمد زكي وميرفت أمين وأحلام هند وكاميليا بطولة نجلاء فتحي وأحمد زكي وخرج ولم يعد بطولة فريد شوقي ويحيى الفخراني وليلى علوي وسوبرماركت بطولة نجلاء فتحي وممدوح عبد العليم وعادل أدهم.
وعرض له في الآونة الأخيرة فيلم قبل زحمة الصيف من بطولة هنا شيحة وماجد الكدواني . ومن أحدث أفلامه أيضا فيلم فتاة المصنع لهاني عادل وياسمين رئيس وبنات وسط البلد لمنة شلبي وهند صبري.
وحاز خان في مسيرته الفنية على عشرات الجوائز باسم السينما المصرية كما شارك كعضو لجنة تحكيم في عديد من المهرجانات الدولية ممثلا لمصر وتم تكريمه من المهرجان المصري القومي الرابع عشر للسينما عام 2008 باعتباره من العلامات البارزة في تاريخ السينما المصرية.
كون محمد خان مع بشير الديك وسعيد شيمي ونادية شكري وعاطف الطيب وخيري بشارة وداود عبد السيد جماعة سينمائية أطلق عليها «جماعة أفلام الصحبة»، جمعتها رابطة الصداقة ومجمل القضايا والهموم الفنية والثقافية بشكل عام. وكان الهدف من إنشاء هذه الجماعة هو إنتاج أفلام ذات مستوى جيد وتقدم جديداً، والفيلم الوحيد الذي قامت الجماعة بإنتاجه هو الحريف
ارتبط محمد خان في أفلامه بأسماء في أكثر من عمل، مثل المونتيرة نادية شكري (التي قامت بمونتاج جميع أفلامه)، مدير التصوير سعيد شيمي (ثماني أفلام)، الموسيقار كمال بكير (سبعة أفلام)، السيناريست بشير الديك (ستة أفلام)، مدير التصوير طارق التلمساني (ثلاثة أفلام)، السيناريست عاصم توفيق (أربعة أفلام)، والسيناريست رؤوف توفيق (فيلمان) ،والفنان احمد زكى ( ستة أفلام )
في عام 1956، سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة المعمارية، إلا أنه التقى بالصدفة بشاب سويسري يدرس السينما هناك وذهب معه إلى مدرسة الفنون، فترك الهندسة والتحق بمعهد السينما في لندن . ولكن دراسته في المعهد اقتصرت فقط على الاحتكاك بالآلات ومعرفته للتقنية السينمائية، أما مدرسته الحقيقية فكانت من خلال تعرفه على السينما العالمية في الستينات، ومشاهدته لكمية رهيبة من الأفلام، ومعاصرته لجميع التيارات السينمائية الجديدة في نفس وقت نشوئها وتفاعلها. فقد شاهد أفلام الموجة الفرنسية الجديدة، وأفلام الموجات الجديدة للسينما التشيكية والهولندية والأمريكية، وجيل المخرجين الجدد فيها، كما تابع أفلام أنطونيوني وفلليني وكيروساوا وغيرهم من عمالقة الإخراج في العالم.
عاش محمد خان فترة طويلة في إنجلترا، دامت سبع سنوات، حيث أنهى دراسته في معهد السينما عام 1963. بعدها عاد إلى القاهرة وعمل في شركة فيلمنتاج (الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي)، تحت إدارة المخرج صلاح أبو سيف ، وذلك بقسم القراءة والسيناريو مع رأفت الميهي و مصطفى محرم و أحمد راشد و هاشم النحاس . ولم يستطع خان الاستمرار في العمل في هذا القسم أكثر من عام واحد، سافر بعدها إلى لبنان ليعمل مساعداً للإخراج مع يوسف معلوف ووديع فارس وكوستا وفاروق عجرمة. وبعد عامين هناك، سافر مرة أخرى إلى إنجلترا ، حيث هزته هناك أحداث حرب 1967. أنشأ دار نشر وأصدر كتابين، الأول عن السينما المصرية والثاني عن السينما التشيكية، وكان يكتب مقالات عن السينما. وفي عام 1977 عاد إلى مصر وأخرج فيلماً قصيراً.