سامر الياس سعيد
في ظل سعي القائمين على إعداد المنتخب القطري لمشاركة مهمة لمنتخبهم في إطار تضييفهم لمنافسات مونديال قطر 2022 فقد شهدت السنوات الأخيرة تجارب قطرية متميّزة بالمشاركة ببطولات عالمية قارية بعيداً عن المألوف لغرض الخروج بمنتخب جدير بالمهمّة الدولية العالمية التي يترقبها الجميع مع انجاز أغلب الاعمال الكفيلة بإبراز الملاعب والمرافق الرياضية للدولة الخليجية الصغيرة.
ومن تلك التجارب ما حظي به المنتخب الشقيق مؤخراً خلال مشاركته ببطولة الكونكاكاف المعروفة بالكاس الذهبية والتي انتصر فيها لاعبوه على العديد من العوامل للبروز خلال المباريات التي خاضوها حيث توقفت مغامرتهم عند حدود نصف نهائي البطولة بالخروج بالخسارة أمام المنتخب الأمريكي الذي أحرز البطولة بهدف قاتل حققه في آخر دقائق الشوط الاضافي الثاني ضد منافسه المنتخب المكسيكي.
ومن خلال متابعة مباريات هذا المنتخب خلال هذه البطولة أو من خلال مواجهاته أمام المنتخبات الأوروبية وغيرها من المشاركات التي تسنّت له ينتهي بانطباع مهم بأنه خلال تلك المحطّات سيكون رقماً صعباً في البطولة الأكثر شعبية في العالم من خلال جدوى الاحتكاك والانسجام الذي جناه عبر نخبة لاعبيه الذين يشاركون بتوليفة واحدة ويحققون الأهم من خلال المشاركات التي يحظون بها.
خلال مباريات البطولة الذهبية حقق المنتخب القطري الفوز على منتخبي جرينادا والسلفادور حتى وصل الى مهمته الأبرز بالتغلّب على المنتخب الهندوراسي ليتأهل من خلالها الى مباراة نصف النهائي وحقق الفوز في ثلاث مباريات متتالية لأي منتخب يسهم بارتفاع الروح المعنوية ويعزّز الانسجام ويبعد أي ارتباك أو احباط يمكن أن تخلقه جزئية بسيطة من الأخطاء التي تعتمد عليها لعبة كرة القدم لترجّح كفة منتخب على آخر، وهذا ما أسهم به مدربه الإسباني فيلكس سانشيز الذي تعد مهمته وتحقيقه للنتائج التي أحرزها مع هذا المنتخب بمثابة تاريخ مهم كون المدرب عمل مع اللاعبين أنفسهم قرابة ثمانية أعوام منذ وجودهم في أكاديمية اسباير بأعمار صغيرة قبيل منحه الثقة بتدريب "العنابي" اضافة الى مراهنته على التوليفة التي عزّز بها موقع المنتخب القطري سواء من خلال القارة باحرازه كأس آسيا والتي عُدّتْ بوّابة مهمة لولوج المنتخب الخليجي من خلالها الى أبرز البطولات العالمية التي تُرسّخ حضور هذا المنتخب وتضع اسمه في موقع بارز على الخارطة الكروية.
فيلكس سانشيز يُحسب له مع هذا المنتخب أنه حقق الأهم من خلال مراهنته على التوليفة التي خاضت المباريات في البطولة الأخيرة أو من خلال المشاركات السابقة فضلاً عن إبراز جهد آخر للياقة البدنية التي تسهم بتحقيق النتائج الجيدة ومهما كانت الخيبات تلاحق اللاعب حسن الهيدوس على اضاعته لركلة جزاء حاسمة في مباراة المنتخب الأخيرة والتي أخرجته من نطاق المنافسة وترجيح كفّة المنتخب الأمريكي بالمضي لخوض المباراة النهائية، فإن المهم قد تحقّق للمنتخب القطري خلال تلك المشاركة التي أبرزت منتخباً خاض كل مبارياته أمام منتخبات متباينة سواء بالمستوى والخبرات فاستطاع أن يجني من كل مباراة من المباريات التي خاضها لاعبي المنتخب القطري الثمار المطلوبة وستسهم كل تلك الخبرات من إعداد منتخب يشار اليه بالبنان في منافسات المونديال القادم كونه خبر كل الأجواء واختبر كل المحطّات وتوليفة اللاعبين فلا يوجد في هوامش المباريات التي خاضها تصنيفات لمنتخب ذات مستوى ضعيف أوآخر متوسّط وكل المباريات التي لعبها كانت بوتيرة واحدة جهّز من خلالها اسلحته بالتكثيف الدفاعي المطلوب وعدم التراجع عند حدود منطقة الدفاع كما نلاحظ على أغلب منتخباتنا العربية حينما تواجه منتخبات ذات مستوى أعلى لذلك لا نجد من خلالها أي محتوى يشير لخطة تدريبية أعدّها المدرب بواقعية في مواجهة هذا المنتخب، لكن النزوع الهجومي والإعداد البدني المهم سيكونان الاسلحة المهمة التي سيسعى اليهما "العنابي" في رحلة إعداده المكثفة والهمّة وصولاً الى المحطة الأبرز ممثلة بخوض منافسات المونديال القطري المرتقب.