TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: انتخابات حيدر دبل

العمود الثامن: انتخابات حيدر دبل

نشر في: 3 أغسطس, 2021: 11:37 م

 علي حسين

كلما اقرأ عن مرشح يعد الناس بدجاجة مشوية مع علبة " بيبسي " أضحك . ‎فهناك من يريد التأكيد لنفسه، ولمن يسمعه أن المواطن المسكين يمكن أن يبيع صوته "بلفة حيدر دبل" كما فعل واحد من المرشحين الذي اكتشف أن علبة البيبسي لا يمكن أن تكون طريقاً لكرسي البرلمان فاستبدلها بعلبة "كوكا كولا".

لم يكن هذا المرشح وحده الذي اكتشف أن أقرب طريق لقبة البرلمان هو معدة العراقيين، فهناك أحد المتنافسين قام بتوزيع "مسدسات" على بعض شيوخ العشائر . ومرشح آخر نشر صوراً عن إقامته"حفل ختان" مجاني. وأخبرنا أحد المرشحين أنه قام ببناء جامع وحسينية، فيما أصرت مرشحة على أنها أقامت حفلاً لتحجيب الفتيات الصغيرات.

الصور التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي عن "عطايا" المرشحين تثبت للعالم أن "الواقع أكثر سخرية من الخيال".. حيث سمعنا وشاهدنا كيف تتحول السياسة إلى كوميديا سوداء.. فعندما يعتقد البعض أن حفلة ختان أو "ربع دجاجة" أهم من البرنامج الانتخابي، وأن "السبيس" من المنجزات التي ستساهم بتجنيب البلاد الانهيار.. هذه هو البرلمان الذي يروج له البعض، وهؤلاء النماذج هم الذين قد عشنا معهم سنين خراب لم ينته عذابها حتى هذه اللحظة، مرشحون و"سياسيو صدفة" لا يريدون لهذه البلاد ان تسير في طريق المستقبل .

ليس مفاجأة على الإطلاق، أن نحصل على المراتب الأولى للدول الأكثر فساداً ورشوة وتزويراً ومحسوبية وانتهازية سياسية، ما المفاجأة وبرلماننا المنتخب قرر أن يغط في نوم عميق ، راحة واستجمام وسط بحر من فوضى التصريحات، البعض نزل إليه مختاراً بإرادته، وآخرون سيقوا إليه كالببغاوات، شعارات هنا وخطب هناك ملوثة بالجهل والتعصب تزيد الحرائق اشتعالاً، ربما سيتهمني البعض بالتجني على السادة النواب فهم أناس مسيرون وليسوا مخيرين.

مثل ملايين العراقيين لا أملك أن أمنع أي سياسي من أن يترشح للانتخابات النيابية، مادامت الديمقراطية منحته هذا الحق، ولكن في معظم دول العالم نجد أن العديد من الساسة يمارسون فضيلة مراجعة النفس والاعتراف بالخطأ والذي يشكل اليوم جزءاً من نسيج الحكومات المتحضرة، وتاريخ الاعتذارات مليء بالمواقف الصعبة لعدد كبير من المسؤولين في الغرب وهم يخرجون للناس يقدمون اعتذاراتهم، ومعها خطاب الاستقالة بسبب أفعال أضرت بالمصلحة العامة.

لماذا لا يريد جماعة "حيدر دبل" أن يفهموا أن الناس تغيرت، وأن عيونها مفتوحة على سعتها، وأنها تصر على أن تكون شاهداً ومشاركاً، لا متفرجاً أو منتظراً لروايات هواة "السياسة"، كي يهدأوا ويناموا في سرير " البرلمان الكوميدي " قريري العين.

اليوم ندرك جميعًا أن الاستقرار لن يتحقق إلا إذا تخلص الناس من سياسيي الصدفة ، الذين أثبتت التجربة في السنوات الماضية أنهم جاءوا لنشر الخراب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram