اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: إنهــا (المـــــدى)

العمود الثامن: إنهــا (المـــــدى)

نشر في: 4 أغسطس, 2021: 11:11 م

 علي حسين

إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل اليوم بدخول صحيفة (المدى) عامها التاسع عشر، وقد سعت منذ تأسيسها أن تتبنّى منهج الدفاع عن قضايا المواطن البسيط ووقفت بصلابة وهي تحارب أمراء التطرف سواء أكانوا من الإرهابيين أم المفسدين.. وكانت أول من تصدى لبعض قضايا الفساد الكبرى، ورفع شعار الحرية والأمان للمواطن العراقي.

حاربت شيوخ التطرف وتصدت حينما حاولوا خلط الدين بالسياسة.. إنها صحيفة مفتوحة الرئتين لكل هواء نظيف.. وإذا كان البعض قد نسي فإن علينا أن نذكرهم بالمعركة التي خاضتها (المدى) حين فضحت سراق الشعب العراقي في قضية كوبونات النفط والتي كان مجرد الحديث عنها يعد خطاً أحمر خاف كثير من السياسيين الاقتراب منه.. من هذا المنطلق كانت (المدى) ولا تزال جزءاً من عقل الصحافة العراقية النظيف.. العقل الذي يحدد كل يوم أجندة الكتاب والأقلام من خلال القضايا التي تطرحها من دون هوادة أو خوف. (المدى) صحيفة تعلمنا فيها جرأة الكاتب، وأهمية الاشتباك العنيف مع الأفكار الفاشلة، التي ينبغي هدمها وإفساح الطريق أمام عالم جديد. (المدى) الصحيفة القادرة على اكتشاف المواهب الجديدة وإفساح الطريق لها.

واسمحوا لي أيضا أن اعترف بأنني منذ أن " استوليت "على هذه الزاوية قبل أكثر من اثني عشر عاماً ، لم أكن أعرف الديمقراطية جيداً، ولا أفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت في العراق، ولهذا أُصرّ كل يوم على أن أصدّع رؤوس القراء بمقالات مغرضة عن الخراب والانتهازية السياسية وغياب الأمن والرشوة والفساد، فيما الحقيقة تقول إن كل ما نشرته في هذا العمود هو مجرد لغوٍ وبهتانٍ تبطله الوقائع والشواهد التي تؤكد أننا نعيش أزهى عصور الحريات المدنية والرفاهية الاجتماعية.

ولم أكن أعرف ايضا أن التجربة السياسية الجديدة في العراق هي الأفضل في العالم، لكنني لا أريد أن أكتب في هذا المكان أن تجربتنا الديمقراطية تغار منها بلدان الشرق والغرب، ألسنا البلد الوحيد الذي يرفض مسؤولوه أي مساس بالفساد والمفسدين، ونراهم يشمرون سواعدهم ضد أي عملية إصلاح سياسي؟.

والآن هل تستكثرون على ساستنا الأفاضل أن يشتموا الإعلام ويتهمونه بالخيانة العظمى، وأنا الذي أريد تحويل الاحتفال بهذه المناسبة إلى عمود يسخر من منجزات التجربة العراقية الجديدة؟، لا عليكم سنحتفل بدخولنا العام التاسع عشر، وننتظر العام الذي يليه ، ونسعى إلى العام الخمسين، لأننا نؤمن بأن هذه البلاد لا يمكن لها أن تظل تحت رحمة من يعتقد أن الحكم ليس شراكة في الأحلام والنوايا الصادقة.

هذه هي المدى ، صحيفة قررت أن تكون وأن تبقى.. جريدة ذات أشواك.. واجهة المجتمع المدني المدافع عن حقوق الإنسان.. وأن يكون صوتها قوياً صادحاً بقضايا الناس .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. عدي باش

    تحية ل( المدى) الغراء عيدها الأغر

  2. جواد

    المدى كل عام وانت اكثر جرأة ومهنية

  3. محمد هادي صالح

    مبروك للمدى، الذكرى السنوية ال 19 لتأسيسها ، وان تبقى مدافع حقيقي وصلب عن قضايا الناس والوطن

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: نائب ونائم !!

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram