بغداد/محمد صباح
أنهت الحكومة العراقية تحضيراتها لعقد قمة بغداد المزمع عقدها في نهاية شهر آب الجاري أو بداية شهر أيلول المقبل؛ بمشاركة أكثر من ثلاث عشرة دولة عربية وأجنبية منها دول جوار العراق ومصر وقطر والإمارات، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.
القمة المدعومة من قبل واشنطن وباريس ستبحث جميع المشكلات والتحديات التي تمر بها المنطقة، لاسيما التصعيد في لبنان واليمن واستهداف السفن، وكذلك تعزيز ودعم بغداد سياسيا واقتصاديا وتهيئة الظروف لتشجيع دخول المستثمرين لإعادة تشغيل المصانع والشركات والمعامل في العراق.
وعلى هامش هذا الملتقى ستكون هناك لقاءات ثنائية وثلاثية ورباعية بين السعودية وإيران والولايات المتحدة الامريكية، وكذلك لقاءات بين تركيا والعراق، للتباحث بشأن كل الخلافات وإمكانية تجاوزها.
وأكد رحيم العبودي عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة في تصريح لـ(المدى) أن "الحكومة العراقية وجهت دعوات إلى أكثر من ثلاث عشرة دولة عربية وأجنبية للمشاركة في قمة بغداد المرتقبة والتي من المؤمل عقدها إما في نهاية شهر آب الجاري أو بداية شهر أيلول المقبل لتجاوز كل الخلافات والتقاطعات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة".
وبين أن "الدول التي ستحضر لهذا المؤتمر أو اللقاء هي دول جوار العراق متمثلة بتركيا، وسوريا، والأردن، والكويت، والسعودية، إضافة إلى كل من مصر وقطر والإمارات"، مضيفا أن هناك دعوات وجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وألمانيا واستراليا وهولندا والسويد.
ونوه العبودي إلى أن "مؤتمر أو قمة بغداد فيه جنبة سياسية تقتصر على اللقاءات الثنائية بين الوفود المشاركة (بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والسعودية من جهة، وبين العراق وتركيا من جهة أخرى)، وأيضا فيه جنبة تجارية تناقش الوضع الاقتصادي والتجاري للعراق مع هذه الدول".
ووجه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، دعوة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة العراق للمشاركة في اجتماع قمة دول جوار العراق، كما تمت دعوة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى هذه القمة التي سيشارك بها عدد من الدول. وأشار عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد من وراء تلك القمة أن تلعب دورا كبيرا لكن من دون خسائر.
وكشفت (المدى) في نهاية شهر آذار الماضي أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي طرح أثناء زيارته إلى الرياض ملف وساطة لتقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران وتسويتها في اجتماع يعقد في بغداد بمشاركة الولايات المتحدة.
وتابع العبودي، أن من أهم القضايا التي ستبحث في هذا المؤتمر الإقليمي هو ملف العراقيين المتهمين بسرقة المال العام والمتورطين بدماء العراقيين من خلال طرح أسماء هؤلاء (العراقيون المتهمون)، منوها إلى أن المؤتمر يأتي لدعم العملية الانتخابية عبر توفير الدعم الأمني والسياسي من جميع الدول المجاورة والإقليمية.
وأوضح العبودي أن "عقد المؤتمر كان بدعم واضح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا لتعزيز واقع الاقتصاد العراقي ومغادرة الاقتصاد الريعي الذي يعتمد على تصدير النفط، وتفعيل الاستثمار لتشغيل المصانع والمعامل".
ويسعى العراق من خلال تبنيه لهذا اللقاء الى الوساطة بين السعودية وإيران وتخفيف حالة التوترات بين الخصمين البارزين في الخليج العربي، في وقت تحتاج هذه الجهود إلى دعم هادئ من الولايات المتحدة لتعزز الاستقرار في المنطقة. أما بشأن الوساطة العراقية لتقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، ذكر القيادي في تيار الحكمة أن "على هامش المؤتمر ستعقد لقاءات ثنائية أو رباعية أو خماسية بين هذه الإطراف لمناقشة خلافاتها"، منوها إلى أن مستوى الحضور لهذه القمة سيقتصر أما على رؤساء الوزراء أو وزراء الخارجية أو ممثلين عن كل دولة من هذه الدول.
في هذه الأثناء تلقّى رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناقشا التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الإقليمي الذي سيستضيفه العراق نهاية الشهر الحالي، والذي جرى التنسيق لعقده بالتعاون مع فرنسا. وأكد الرئيس الفرنسي تطلعه لزيارة العراق مرة أخرى، وحضوره المؤتمر ودعمه الكامل للعراق ولرئيس الحكومة والنهج الذي يتبعه، وإجراءات تعزيز مؤسسات الدولة العراقية، وإسهامها في ترسيخ أسس السلم والاستقرار.
من جانبه، يرى محمد العكيلي الخبير الأمني والسياسي في تصريح لـ(المدى) أن مؤتمر قمة بغداد المرتقب سيناقش الكثير من التداعيات في مقدمتها التحولات التي تمر بها المنطقة التي من الممكن ان تؤثر على العالم بأسره من خلال الاقتصاد والطاقة الموجودة في هذه المنطقة والدول المطلة على البحر والتي شهدت استهدافات متكررة للعديد من السفن والموانئ، إضافة إلى ذلك صراع المحاور.
وتابع ان هذه المشكلات هي من استدعت العراق في أن يقوم بواجباته ومهامه تجاه هذه التحديات؛ لان كل ما موجود في المنطقة من منخفضات سياسية، أو منخفضات عسكرية أمنية تؤثر على العراق، وبالتالي ذهبت بغداد إلى هذا الخيار لخفض التصعيد والعمل على أن تكون هناك تحولات جديدة في المنطقة.
ويعتقد العكيلي أن "العلاقات الشخصية لرئيس مجلس الوزراء مع رؤساء هذه الدول (دول جوار العراق)، بالإضافة إلى فرنسا وباقي الدول من الممكن أن تعطي اندفاعا للحضور في هذا الملتقى ومناقشة كل هذه التحديات".
وأضاف أن "تلك الدول وصلت إلى مراحل متقدمة في أن الحل يجب أن يكون سلميا سياسيا، وأفضل من أن يقول بهذا الحل هو العراق كدور وسيط"، منوها إلى ان الصراع السعودي الإيراني مر بمراحل هادئة عبر العراق.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد قال قبل اسبوع، إن إيران دولة جارة وإن بلاده تطمح الى أن تكون لديها علاقة جيدة معها، متمنيا من الحوثيين الجلوس إلى طاولة الحوار لإنهاء الحرب في اليمن.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، في وقت سابق ترحيبها بـ"تغيير السعودية نبرة لغتها السياسية"، لافتة إلى إمكانية الدخول في فصل جديد من التفاعل والتعاون.










