واسط / جبار بچاي
أوصت ممثلية المواكب والشعائر والهيئات الحسينية في واسط، أصحاب المواكب الحسينية بضرورة تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي وعدم اقامة مجالس العزاء في الحسينيات والقاعات المغلقة حفاظا على سلامة المواطنين من وباء كورونا.
كما أكدت على ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في مواكب العزاء التي ستقام طيلة شهر محرم الحرام، وفيما حثت الدوائر المعنية على تقديم الخدمات اللازمة لأصحاب المواكب، أكدت قيادة شرطة واسط على تقسيم المحافظة الى سبعة قواطع للسيطرة الامنية وخمسة مرورية لتأمين انسيابية حركة السير والمرور، وشددت في الوقت نفسه على أهمية التنسيق بين أصحاب المواكب والأجهزة الامنية لحماية المواطنين أثناء إحيائهم للشعائر الحسينية.
وقال مسؤول الممثلية في المحافظة داخل عنيد القريشي، إنه "في إطار التهيؤ والاستعداد لشهر محرم الحرام فقد نظمت الممثلية مؤتمراً مع القيادات الامنية في المحافظة بحضور أصحاب المواكب الحسينية التي ستشارك بإحياء مراسيم عاشوراء وممثلين عن الدوائر المعنية بغية تقديم الدعم والإسناد للمواكب".
وأضاف "طلبنا في المؤتمر من أصحاب المواكب الحسينية والتي يربو عددها على 496 موكباً الالتزام بكافة التعليمات والقوانين التي من شأنها تنظيم عمل تلك المواكب وجعلها تسير في طريق خدمة الإمام الحسين عليه السلام".
وذكر أن "المؤتمر الذي اقيم في قيادة شرطة واسط أكد على أهمية الالتزام بالتباعد الاجتماعي كجوهر وقضية اساسية للحد من الاصابة بوباء كورونا على أن يرافق ذلك الالتزام التام بإجراءات الوقاية الاخرى مثل لبس الكفوف والكمامات وأوصينا بعدم إقامة أي موكب في الحسينيات والقاعات المغلقة مع ضرورة التزام الجميع بتعفير المواكب يوميا قبيل بدء العزاء الحسيني وعدم تناول الطعام والشراب إلا بالأقداح والصحون ذات الاستخدام الواحد حفاظا على صحة الجميع".
ولفت الى أن "المؤتمر ناقش سبل توفير الخدمات اللازمة للمواكب الحسينية والتي تشمل الجوانب الإدارية والأمنية واللوجستية ومن أهم ما سيتم توفيره هو الوقود لأصحاب المواكب خاصة غاز الطبخ بغية استخدامه في الأغراض المتعددة".
كاشفاً عن أن "الممثلية أوصت أصحاب المواكب بترشيد استهلاك الكهرباء الى أدنى حدٍ ممكن وعدم الإسراف بها لان ذلك ينعكس سلبا على مناطق أخرى، حيث تم التأكيد على ضرورة إطفاء النشرات الضوئية والإنارة الفائضة عن الحاجة عند انتهاء عمل الموكب الحسيني خاصة المجالس التي تقام ليلاً".
وتمثل المواكب الحسينية أحد أهم شعائر المسلمين الشيعة التي يحيون من خلالها أيام عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي وأبنائه وأخيه العباس وأبناء إخوته وأصحابه البالغ عددهم (72) شخصاً في العاشر من محرم عام (61) من الهجرة، على يد جيش يزيد ابن معاوية البالغ عدده أكثر من ثلاثين ألف جندي.
وتشهد المواكب الحسينية طقوسا خاصة، منها الضرب على الصدور "اللطم" أو مواكب الزنجيل "الضرب بالسلاسل الحديدية على الأكتاف" ومواكب التطبير "الضرب على الرأس بالسيوف"، وترافق كل أشكال المواكب قراءة القصائد الحسينية من قبل شخص يطلق عليه، الرادود، وتسير المواكب على صوت قرع الطبول، الدمام، وغالباً ما يكون سيرها ليلاً وهي تجوب مناطقها. وقال القريشي إن "الجهات المختصة ستعمل على تأمين جميع احتياجات المواكب من خلال لجنة تنسيقية عليا شكلت في المحافظة لهذا الغرض إضافة الى اللجان الفرعية في الاقضية والنواحي والتي تضم ممثلين عن أصحاب المواكب والجهات الساندة الاخرى". من جانبه كشف قائد شرطة واسط اللواء أحمد الزركاني عن أن "المؤتمر تناول الجانب الامني وكيفية التنسيق بين القائمين على تلك المواكب والأجهزة الامنية المختصة والمكلفة بحماية المواكب بهدف تأمين الحماية الكافية لتلك المواكب ومنع حصول أية خروقات".
وأضاف "من أجل السيطرة الامنية فقد تم تقسيم المحافظة الى سبعة قواطع أمنية من الشمال الى الجنوب وأوكلت مهمة القيادة والسيطرة على حركة القطعات الأمنية الى ضباط كفء أعطيت لهم الصلاحيات الكاملة في إدارة وتحريك القطعات تبعا لحركة المواكب ووجودها".
مشيراً الى "تشكيل لجان فرعية تعمل بمعية القوات الامنية على حفظ الأمن والنظام والقيام بإجراءات التعفير والتعقيم للمواكب وتفتيش الاشخاص الداخلين إضافة الى إعداد خطة مرورية تضمنت تقسيم مدينة الكوت الى خمسة قواطع لغرض تأمين انسيابية حركة السير والمرور وهناك خطة أخرى للدفاع المدني ومثلها للإسعاف الفوري حيث يعمل الجميع على إنجاح مراسيم العزاء خلال الأيام العشرة الاولى من شهر محرم الحرام".
وكانت الطقوس الحسينية في العراق قد تعرضت الى الكثير من الضغوطات واعتقل واعدم الكثير من منظميها على مدى ثلاثة قرون مضت لحكومات تعاقبت على سدة الحكم في العراق، وحظرت حكومة النظام البائد تلك المواكب واقامة مجالس العزاء الحسيني خاصة في السنوات الاخيرة، لكن تلك المواكب عادت بقوة وفاعلية غير مسبوقة بعد سقوط ذلك النظام عام 2003.