 ذي قار / حسين العامل

تتواصل ولليوم العاشر على التوالي التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية في مركز مدينة الناصرية للمطالبة بالإفراج عن المتظاهرين المعتقلين، وفيما استنكروا نشر صور مهينة للتشهير بأحد المعتقلين، لوحوا بتصعيد احتجاجي في جميع المحافظات ما لم يتم الإفراج عن جميع المعتقلين.

وشهد مركز مدينة الناصرية تصعيداً احتجاجياً خلال الأيام المنصرمة للمطالبة بالإفراج عن الناشط فلاح الزيادي والمتظاهر إبراهيم الوائلي وعدد آخر من المعتقلين.

وتخلل فعاليات التصعيد هذه قطع لعدد من الطرق الحيوية بالإطارات المحروقة، وعمليات كر وفر بين القوات الأمنية والمتظاهرين تتطور أحياناً إلى اشتباكات واستخدام إطلاق للعيارات النارية والحجارة وقد أسفرت أحداها عن إصابة اثنين من المتظاهرين بإطلاقات نارية نقلوا على إثرها لمستشفى قريب، بحسب شهود عيان. وقال الناشط المدني حسن هادي العراقي لـ(المدى)، إن "المتظاهرين يواصلون التظاهر في مركز مدينة الناصرية منذ عشرة أيام للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين".

وأكد، "إصابة عدد من المتظاهرين من بينهم الناشط محمد العكيلي الذي أصيب بطلق ناري في الرقبة خلال الاشتباكات مع القوات الأمنية، قرب جسر إبراهيم الخليل وسط الناصرية".

وأشار العراقي، إلى أن "تنسيقيات التظاهرات في المحافظات العراقية المنتفضة أصدرت بيانا شددت فيه على إطلاق سراح جميع الناشطين المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية في ذي قار".

ونوه، إلى "تحديد يوم غد الاثنين آخر موعد، لذلك وفي حال لم تستجب الحكومة سيكون هناك تصعيد احتجاجي في جميع المحافظات". واكد العراقي، أن "المعتقلين الذين نطالب بالإفراج عنهم، هم كل من فلاح الزيادي وحسين كاظم ومحمد الوحش وإبراهيم الوائلي وغيرهم".

ودعا الناشط المدني "الحكومتين المحلية والمركزية إلى الكف عن حملة الاعتقالات والإفراج عن المعتقلين وإسقاط التهم الكيدية التي تلاحقهم ووقف أساليب ترويع اسر الناشطين والمتظاهرين بالتفجيرات التي تستهدف منازلهم".

واوضح العراقي، أن "الحكومة العراقية إن أرادت الاستقرار الأمني في المحافظة وتأمين بيئة آمنة لانطلاق عجلة الإعمار عليها أن تبدأ صفحة جديدة مع المتظاهرين".

وطالب، بإيقاف "أعمال العنف وحملات الاعتقال ناهيك عن إسقاط التهم الكيدية ومحاسبة قتلة المتظاهرين والمتورطين بقمعهم".

وتساءل العراقي، "هل يعقل أن يعتقل ويلاحق المتظاهر السلمي المطالب بحقوقه الدستورية ويبقى قاتل المتظاهرين مطلق السراح؟"

وعلى اثر نشر صورة مهينة للمتظاهر المعتقل إبراهيم الوائلي انطلقت حملات استنكار تدين التشهير بالمعتقلين إذ ظهر الوائلي في صورة مسربة وهو مقيد اليدين ومحتجز في غرفة ضيقة تظهر فيها منظومة شحن أجهزة اتصال خاصة بالأجهزة الأمنية وبدا المعتقل في الصورة التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي وهو جالس على الارض بوضعية القرفصاء وحافي القدمين ومجرد من قميصه وبشعر أشعث ووجه شاحب وجسد متسخ.

وانطلقت منذ (الخامس من آب 2021) عدة تظاهرات وفعاليات احتجاجية في مركز مدينة الناصرية للاحتجاج على المداهمات الليلية التي تستهدف ناشطي التظاهرات، والمطالبة بالإفراج عن الناشط فلاح الزيادي وزملاؤه الذين اعتقلوا مؤخرا، فيما دعا محافظ ذي قار في حينها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي لإصدار عفو خاص عن المتظاهرين المطلوبين قضائياً وذلك للضرورات الأمنية والحاجة الوطنية التي تستدعيها الانتخابات القادمة.

وكانت السلطة القضائية قد كشفت في (مطلع أيار 2021) عن 1200 دعوى قضائية مقامة ضد المتظاهرين في ذي قار وأن الهيئة القضائية المختصة ماضية ‏بإكمال الإجراءات التحقيقية بالشكل الذي رسمه القانون، فيما أشار ناشطون إلى أكثـر من 700 دعوى قضائية مقابلة أقامتها أسر شهداء التظاهرات وضحايا قمع المتظاهرين ولم تُحسم من قبل محاكم ذي قار رغم مرور عام ونصف العام على اندلاع التظاهرات وارتكاب أعمال العنف ضد المتظاهرين.

وأسفرت تظاهرات محافظة ذي قار التي تواصلت على مدى 23 شهرا عن سقوط 131 شهيداً وأكثر من خمسة آلاف مصاب جراء استخدام العنف المفرط والقنابل الدخانية والرصاص الحي ناهيك عن الهجمات المسلحة التي تقوم بها المليشيات والفصائل المسلحة التي تستهدف تجمعات وميادين اعتصام المتظاهرين في ساحة الحبوبي وغيرها.