علي حسين
ربما يجد البعض في هذا العنوان تجاوزا على دولة ترفع لواء الديمقراطية في العالم ، لكنني ياسادة لم اجد عبارة افضل من هذه ، وانا اشاهد ما يحصل في افغانستان ، بعد أن قررت أمريكا غلق أبواب وشبابيك سفارتها في أفغانستان، بعد ان خرج علينا الرئيس بايدن ليقول: "لا تشغلوا بالكم.. وأتمنى على الأفغان أن لا يقلقوا إنّ هذا مجرد إجراء احترازي.. فعند الحاجة سنعرف كيف نحمي أصدقاءنا"..
قالها بايدن بكل بساطة، وبعد ساعات من دخول قوات طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابول سمعنا، وزير الخارجية أنتوني بلينكن، يتحدث بكل ثقة بأن الولايات المتحدة حققت الهدف من تواجدها العسكري، وحتى هذه اللحظة لم يجبنا السيد أنتوني عن الأهداف التي حققها وعن النموذج الديمقراطي الذي يجب أن يسود في المنطقة، والذي لا تزال أمريكا ملتزمة بدعمه والدليل أنها مع أول تهديد جدّي من طالبان ، لملمت أغراضها وقررت ركوب سفينة النجاة؟!.
ربما يقول البعض يارجل لماذا تصب اللوم على أمريكا ولا تتحدث عن الجيش الأفغاني الذي اختفى قادته ؟ وهو سؤال لا يزال يحير وكالات الأنباء، كيف استطاع 30 ألف من مقاتلي طالبان من هزيمة أكثر من ربع مليون جندي بالجيش الأفغاني، مزودين بكل أنواع الأسلحة الحديثة، بما في ذلك سلاح الطيران، ويتلقون مساعدات دولية؟.. هذا السؤال كان قد طرحه من قبل المواطن العراقي البسيط وهو يشاهد عصابات داعش التي لم تتجاوز الآلاف تهزم الجيش في الموصل وتكريت.. الإجابة ياسادة هي أن قادة الجيش كانوا طوال السنوات الماضية يتصرفون كـ"أمراء حرب"، حالهم حال مهدي الغراوي وكنبر وعلي غيدان وغيرهم من المتسببين في مأساة الموصل والذين يعتبرون الجيش مؤسسة كبرى للحصول على المغانم، ويبنون من خلاله شبكات من المنافع والمحسوبيات، تفتقد لروح العقيدة العسكرية المتماسكة والمنظمة المؤسساتية.
علينا ان نواجه الأمريكان بالحقائق وأن نقول لهم إن بلداننا ليست حقول تجارب، وإن العراقيين لم يعودوا يقتنعون بحفلات تنكرية لتنصيب أوصياء ومتسلطين.. فالناس لا تريد استبدال نظام دكتاتوري بنظام متسلـِّط يتخذ من الديمقراطية ستاراً لقمع الآخرين وإقصائهم.
اليوم حين يعتقد البعض أن أمريكا يمكن أن تعترف بأنها أخطأت وأساءت التقدير، فذلك إنما دفاع عن مشاريع سياسية غير ناضجة، كما أنه يعني أن الكوارث قابلة للتكرار وخصوصاً أنها صارت تستنسخ نفسها يوماً بعد آخر.
أيها الساسة لن تجدوا بايدن مهتما بالعراق. فالرجلٌ على خطى اوباما يريد لاحزاب الاسلام السياسي ان تتمدد وتمارس الديمقراطية على طريقتها .
اليوم ونحن نرى ما يجري في أفغانستان ، نردد مع المتظاهر العراقي الذي رفع في ساحة التحرير ذات يوم لافتة كتب فيها "طاح حظك أمريكا" .
جميع التعليقات 3
عدي باش
الرئيس الباكستاني الأسبق ضياء الحق المتعاملون مع أمريكا ، كالذي يتعامل
عدي باش
مع الفحم لا يناله إلا سواد الوجة و اليدين .. دائما الشعوب تدفع ثمن هذة الحماقة !!
ياسين خضير
ابحثوا عن(مالكي) افغاني وراء هذا الانهيار