محمد حمدي
ينشغل الوسط الرياضي والإعلامي والجماهيري على حدِّ سواء باستعدادات منتخبنا الوطني لكرة القدم نحو التأهّل في التصفيات المزدوجة الى مونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023 ولا أريد في هذه السطور مناقشة هذه الاستعدادات ومدى فاعليتها في إسبانيا وتركيا على يد المدرب المعروف الهولندي أدفوكات وفريق عمله المتكامل فخبرته المتراكمة كفيلة بعمل أي شيء شرط توافر أدوات النجاح والأهم في المعادلة لاعبين على قدر جيد من الموهبة والخبرة.
أعتقد جازماً أنها متوافرة وجيدة لدى اللاعبين المحليين أو المحترفين على حدٍّ سواء، وما بقي هو أن نفكّر جيداً بأننا سنلعب أمام فرق لها مكانتها وهدفها في التأهل أيضاً، وما يساق يومياً عبر البرامج الفضائية أو مواقع التواصل الاجتماعي معلومات هائلة جداً بأدق تفاصيل استعداداتنا والآخرين أيضاً!
على سبيل المثال، يتم وضع معدّل الأعمار للاعبين والطول والحركة والجهد في مباراتهم الودية أمام أحد الفرق الإسبانية من الدرجة الثانية، والآخر من الدرجة الثالثة، وجميع تفاصيل المباراة حتى تلك التي لا تغلفها أية أهمية، الى هنا والموضوع طبيعي جداً وينطوي على فائدة موسوعية وعصف معلوماتي مفيد جداً لكل من يريد توسِعة فكره التدريبي والمعرفي، لكن ما هو غير طبيعي ومَليء بإسراف في المعلومة المُضرّة هو تفنيد اللاعب ومقارنته بآخر منافس له وشرح مزايا الآخر باجتهاد شخصي وربط الموضوع بملفات المحسوبية والمنسوبية وغيرها من الأحداث.
إن مثل هذه الأحاديث تؤدّي بالضرورة الى مردودات جماهيرية في غاية الضرر وبصورة خاصة بعد وصول الروابط الجماهيرية الى عشرات آلاف المشتركين ومتداولي المعلومة، وبالتالي نقلها بصورة مغلوطة أو ملغّمة بتصوّرات مريبة تصل قطعاً الى اللاعب وأهله واصدقائه بذات الطريقة التي تصل بها الى الإعلامي ممّن يتم التشكيك في وطنيته ومهنيته، وبالتالي نخسر اللاعب ونتسبّب بانهياره مبكّر.
سجّلنا وللأسف الشديد، عدد المواقع الجديدة باسماء إعلامية كبيرة أتخذت من المنتخب الوطني لكرة القدم تسميات لامعة لها، ولكن غرضها المُبيّت هو النيل من إعلاميين آخرين بصورة واضحة ومفضوحة جداً ولا تحتاج الى سرعة بديهة لاكتشاف الغرض، وعلى الفور ومن خلال المعلومات المساقة فوق السطور أو بينها يظهر بجلاء الاستهداف والتسقيط والتقوّل على الآخر بوضوح وما ينتج عنها بالتأكيد ردّات فعل وانقسام الى معسكر سابق ولاحق وحالي، والجميع تتاجر بنصرة المنتخب والوقوف معه!
هنا عندما أشير الى هذه المشكلة الكبيرة والانقسام بين زملاء المهنة الواحدة لا أتمكّن من الدعوة الى رأب الصدع واصلاح ما أفسد الدهر بين طرفين أو ثلاثة لغايات معروفة ذهب معها صفاء الود الى غير رجعة، ولكن فقط لتنبيه البعض من جماهيرنا الرياضية بأن لا ينساق خلفها ويجنّد مواقعه الإلكترونية لخدمة أغراض ونيّات الحرب الإعلامية المستعرة عبر أثير المواقع الإلكترونية فهذه المواقف لن تنتهي قريباً ولن تتوقف أقلام أبطالها أبداً من النيل بالآخر والتستّر برداء المنتخب والدفاع عنه بجميع شخوصه!
لكي لا ننسى أن نقولها بصدق ومسؤولية، أن البعض من مثيري الفتن، ومن لا يعجبهم العجب، يعملون بأجندات مدفوعة الثمن لا تمثل آرائهم أو ما يخبّئ ضميرهم المستتر، لكنها مرآة عاكسة لمن يدفع لهم أكثر.