 خاص / المدى

بعيداً عن الغلاء الفاحش في اسعار العقارات والاراضي السكنية في قضاء بعقوبة، تزاحم اصحاب الدخل المحدود في السكن قرب المقابر.

الجار الصامت الذي لا يزاحمك على الماء والكهرباء هكذا يرى المواطن علي الشمري الذي تحدث لـ(المدى) عن سبب اختياره السكن قرب مقبرة "أبو ادريس" في بعقوبة.

يقول علي ان ارتفاع اسعار العقارات في اغلب الاحياء في بعقوبة مركز محافظة ديالى لا يمكنه من الشراء في هذه المناطق والتي وصفها بالمعقدة وتسودها الضوضاء والمشاكل ونقص الخدمات.

واضاف الشمري لـ(المدى) ان هذه الاحياء القريبة من المقابر يسودها الهدوء ولا يتخاصم الجار مع الآخر بسبب الدروس والعبر التي نشاهدها يوميا امامنا من المقابر فالكل ميت.

وبالقرب من مقبرة "الشريف" على الجانب الايسر لنهر ديالى وسط بعقوبة تتوسع قرب هذه المقبرة احياء سكنية وسط غلاء العقارات في هذه الاحياء ويرى احمد المجمعي، احد ساكني تلك الاحياء ان سبب ارتفاع اسعار العقار في هذا الحي القريب من المقبرة يعود الى توفر الخدمات وبشكل افضل من باقي الاحياء السكنية.

وتابع المجمعي قائلا لـ(المدى) انه في بداية انتقاله للسكن قرب قبور الاموات كان الخوف سيد الموقف خصوصا لدى اسرته، لكن وبفترة وجيزة استطعت ان أتأقلم في العيش قرب المقابر والجار الذي لا يضايق جاره في شيء. وبحسب المواطن كرم المهداوي فان عدد سكان الاحياء القريبة من مقبرة "أبو ادريس" في بعقوبة تجاوز (ألف) نسمة. المهداوي قال لـ(المدى) ان اغلب ساكني هذه الاحياء ايضا هم من العوائل النازحة التي تركت منازلها بعد اجتياح تنظيم داعش الارهابي مناطق شمال شرقي ديالى خلال الاعوام الماضية.

ام احمد التي تسكن بالقرب من مقبرة "ابو ادريس" قررت ان تدفن ابنها الذي توفي اثر مرض عضال في هذه المقبرة.

وتقول ام احمد لـ(المدى) انها يوميا مع غروب الشمس تجالس ابنها المدفون قرب دارها وتفضل السكن في هذا الدار كي لا تفارق أنظارها قبر ابنها. وبرزت ظاهرة السكن قرب المقابر بعد احداث عام 2006 ابان سيطرة تنظيم القاعدة الارهابي على اغلب مناطق محافظة ديالى.