ذي قار / حسين العامل
أعلنت قيادة شرطة ذي قار، تسجيل حالتي انتحار لشاب في مقتبل العمر ورجل ثمانيني خلال يوم واحد، وذلك بشنق نفسيهما بواسطة حبل في اماكن متفرقة بمركز مدينة الناصرية.
وفيما اشارت الى تسجيل نحو 30 حالة انتحار خلال الاشهر المنصرمة من العام الجاري، كشف مراقبون عن اعداد مضاعفة من محاولات الانتحار الفاشلة، داعين الى التنسيق بين الاجهزة الامنية والمنظمات المجتمعية والجهات الاكاديمية لوضع دراسات وبرامج علمية لتفعيل الدور المجتمعي في معالجة ظواهر ارتفاع معدلات الانتحار وتعاطي المخدرات وغيرها من الجرائم التي باتت تقلق المجتمع.
وقال مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار العميد الحقوقي فؤاد كريم لـ(المدى) ان "شابا بعمر 18 عامل ورجل مسن بعمر 81 عاما اقدما على الانتحار في مناطق متفرقة من مدينة الناصرية"، مبيناً ان "عمال التنظيف في احدى المدارس عثروا على جثة الشاب معلقة ومتفسخة داخل مدرسة في مجمع سكني وسط الناصرية".
واوضح كريم ان "الضحية غادر منزله قبل يومين من انتحاره اثر شجار عائلي"، واردف "فيما انتحر الرجل المسن بواسطة حبل وضعه في شباك داخل منزله".
واشار مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار الى ان "التحقيقات الأولية تشير الى ان دوافع انتحار الضحية الاخيرة تعود الى ضغوط مالية".
وتشير بيانات قيادة شرطة ذي قار الى ان اول حالة انتحار حصلت على مستوى العالم خلال عام 2021 كانت في الناصرية، اذ حدثت حالة الانتحار في الساعة العاشرة من صباح اليوم الأول من العام المذكور.
وعن عدد حالات الانتحار التي سجلتها قيادة شرطة ذي قار هذا العام قال كريم ان "حالات الانتحار المسجلة منذ مطلع عام 2021 وحتى الآن تتراوح ما بين 25 – 30 حالة انتحار"، مبينا ان "معظم المنتحرين هم من شريحة الشباب الذين تتراوح اعمارهم ما بين 20 – 30 سنة وتكاد تتساوى نسبة النساء مع الذكور في الحالات المذكورة".
ويشير مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار الى أن "طرق الانتحار تنوعت ما بين الشنق والغرق والحرق وإطلاق النار وان حالات الانتحار المسجلة كانت اكثر خلال فصل الصيف مقارنة بفصل الشتاء"، عازياً "دوافع الانتحار الى عدة اسباب من بينها ضغوط نفسية واقتصادية ومشاكل اسرية وفشل دراسي وتعاطي مخدرات".
وأوضح كريم أن "ظاهرة الإقدام على الانتحار ظاهرة خطيرة تستدعي تضافر جهود جميع الجهات الحكومية والاكاديمية والمجتمعية المعنية بالأمر".
ومن جانبه يرى رئيس منظمة الإخاء الإنسانية الناشط علي عبد الحسن الناشي أن "اعداد حالات الانتحار الفاشلة تفوق اعداد الحالات المسجلة باكثر من ضعفين وهؤلاء يشكلون حالات انتحار محتملة قد تؤدي الى الوفاة في حال لم تعالج الاسباب التي دفعتهم للانتحار"، منوها الى أن "محاولات الانتحار الفاشلة المسجلة في محافظة ذي قار خلال عام 2020 تقدر بأكثر من 160 محاولة مقارنة بـ 80 حالة انتحار مؤكدة ادت الى الوفاة".
وعن سبل الحد من ظاهرة الانتحار قال الناشي الذي سبق له أن شغل منصب نائب رئيس خلية أزمة الانتحار في محافظة ذي قار الى أن "خلية ازمة الانتحار التي توقف عملها منذ عام كانت تتبنى برنامجا لدعم ومساعدة الناجين من محاولات الانتحار الفاشلة لغرض عدم تكرار المحاولة".
واسترسل رئيس منظمة الإخاء الإنسانية ان "اعضاء خلية الازمة كانوا يجرون لقاءات مع الناجين لغرض الوقوف على دوافع الانتحار ومن ثم العمل على معالجتها سواء من خلال توفير فرصة عمل او توفير دعم مالي بسيط او التوسط لحل المشاكل الاسرية والمجتمعية وغير ذلك من المعالجات"، مشدداً على "ضرورة احياء نشاطات خلية الازمة لتسهم في الحد من حالات الانتحار المتنامية".
واكد الناشي اهمية تبني برامج حكومية ومجتمعية للحد من ظاهرة الانتحار مقترحا ان "يكون هناك تنسيق على مستوى عالٍ بين الجهات الامنية والاكاديمية والمنظمات والمؤسسات المجتمعية لاعداد دراسات عن دوافع واسباب ارتفاع معدلات الانتحار في المجتمع ووضع الحلول الناجعة لها".
وأشار رئيس منظمة الإخاء الإنسانية الى أن "تفشي البطالة وانتشار ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة تكاد تكون من أبرز الأسباب التي تدفع الشباب والمراهقين الى الانتحار فيما تشكل الضغوط النفسية والأسرية والفشل الدراسي والإرغام على الزواج من أبرز دوافع الانتحار لدى النساء"، مبيناً أن "مظاهر اليأس والإحباط عوامل رئيسة تدفع بالشباب الى الانتحار".
وكانت مفوضية حقوق الإنسان، اعلنت يوم الثلاثاء (9 آذار 2021)، تسجيل 644 حالة انتحار في عموم العراق خلال العام الماضي من بينها 80 حالة انتحار في ذي قار.
وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي، في بيان تلقته (المدى) في حينها إن "المفوضية أشرت ارتفاع حالات الانتحار في عموم محافظات العراق لعام 2020 بلغت (644) حالة، لافتا الى ان "محافظة بغداد تصدرت المشهد بالاعداد حيث بلغت (139) حالة تلتها محافظة البصرة (86) حالة ومحافظة ذي قار (80) حالة ومحافظة نينوى (69) حالة". واضاف الغراوي انه "من خلال ما تم تسجيله ارتفاع الاعداد بين فئة الذكور، حيث بلغت اعدادهم (368) والاناث (276) حالة انتحار".