علي حسين
في خضم الأخبار المزعجة، ثمة أفعال وأخبار تبدو ساذجة، إلا أنها تدعو إلى الضحك والترفيه عن النفس، على رأس هذه الأخبار البهيجة المؤتمر الصحفي الذي اقامه امس حزب الحل لأصحابه الكرابلة، والذي يدعونا فيه إلى الاصطفاف مع حزب الحل، لكي يلبي طموحات الشعب وينصرالمظلومين والأيتام والأرامل، ولم ينس البيان أن يخبرنا بأن الحزب تأسس من أجل حفظ كرامة وسيادة البلاد، وبأنه بعد ان يحتل عددا من كراسي البرلمان سيلتفت إلى جعل العراق أفضل وأجمل.
الأخبار التي نقرأها في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ، تخرج المواطن العراقي من حالة الكآبة، وتجعله يعترف أن في هذه البلاد ما يضحك ولكنه ضحك التاعت منه، نفس عمنا المتنبي قبل ألف عام فوصف الضحك الذي تثيره صور الكثير من المرشحين للبرلمان بأنه ضحك كالبكاء، ولا أدري إن كان المتنبي سيقابلنا في الآخرة ليضحك ملء قلبه على هذه البلاد التي لا تريد أن تغادر عصر الفياض والكربولي وعلاوي والمالكي، وتصر على أن تبقى عالية نصيف جائمة على أنفاس البرلمان.
وقبل أن أترككم مع بيان حزب الحل، أتمنى أن أعلن توبتي من الكتابة عن نوابنا الأشاوس، وأدعو جميع العراقيين للتوقف فوراً عن قراءة ومتابعة أخبارهم، كما أعتذر لكل القراء لأنني حاولت يوماً أن أوهمهم بأن هناك في العراق تجربة ديمقراطية تمخض عنها مجلس نواب منتخب، وأن هذا المجلس يمارس دوره الرقابي بكل الإخلاص والمثابرة.
سنحاول أن نكون طيبين وساذجين ونصدق أن السادة المرشحين للبرلمان الجديد يريدون أن ينعم العراقيون بالأمان والاستقرار وبالرفاهية وهذه كلها لا تتحقق بدون وجود السيد "أبو مازن" مثلما صدقنا يوماً حين خرجت علينا النائبة السابقة عتاب الدوري لتقول إنها الأصلح لمنصب وزير الدفاع لكونها تتمتع بـ"الخبرة الكافية في المجال الأمني" .
اليافطات والصور التي وزعها العديد من المرشحين لدعم حملاتهم الانتخابية تؤكد بالدليل القاطع أن البعض ممن دخل السياسة، لم يتعلموا بعد كيفية ممارسة الديمقراطية، ومن سوء حظنا أنه بعد تسعة عشر عاما ما يزال البعض يسعى لتثبيت نظرية الأقارب والأحباب أولى بالمناصب من الغريب، ويؤكد أيضاً أن العديد منهم، لديهم ميل غريزي إلى الكوميديا، والضحك في أصعب المواقف وبغير ذلك أظن أنه من المرهق جداً محاولة فهم الخطوة التاريخية المباركة التي قررت فيها مها الدوري العودة إلى الأضواء.
شكراً لحزب الحل على طرفة "بناء العراق" حيث أمتعنا وسط بحر من الخطب والشعارات، التي أصابتنا بالكآبة والوجوم، وسأرفع من اليوم يدي بالدعاء إلى الله تعالى أن يديم علينا نعمة "نكات" ساستنا الأشاوس من الزوال، وأتمنى من المصرّين على عدم مغادرة قبة البرلمان أن يطالبوا الأمم المتحدة باستفتاء جماهيري تحت شعار "إسأل مجرب".