الكاظمي: لن نسمح باستخدام أراضينا لتصفية الحسابات أو تهديد الآخرين
بغداد/ حسين حاتم
انتهت دول مشاركة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، إلى أهمية عودة العراق إلى مكانته، ودعمه، وتعزيز سيادته.
ونظمت بغداد مؤتمراً نوعياً لم تعهده منذ سنوات، شارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ورئيس وزراء الكويت صباح خالد الصباح ونظيره الإماراتي محمد بن راشد آل مكتوم ووزراء خارجية إيران والسعودية وتركيا، إضافة إلى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي.
ورفض رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أن يكون العراق منطلقاً لتهديد أية جهة. وقال الكاظمي، في كلمته خلال انطلاق أعمال المؤتمر، إن "العراق واجه تحديات كبيرة على مختلف المجالات"، متابعاً أن "انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورة إقامة أفضل العلاقات مع العالم".
وأضاف: "تعهدنا أمام الشعب باستعادة دور الريادة للعراق"، مؤكداً أن "العراق يرفض استخدام أراضيه للصراعات الإقليمية والدولية، ونرفض أن يكون العراق منطلقا لتهديد أية جهة".
وأوضح رئيس الوزراء، أن "الشعب العراقي انتصر على داعش الإرهابية بمساعدة دولية، ولمسنا جدية دولية في دعم الاستثمار في العراق، كما فتحنا الباب لاستقبال الشركات الاستثمارية"، معربا عن أمله في "تحقيق مشتركات اقتصادية في مؤتمر بغداد". ولفت الكاظمي إلى أن "لقاء المرجع السيستاني مع البابا يمثل نقلة نوعية في التسامح والأخوة"، معرباً عن أمله بـ"تفعيل المشاريع وإعادة الحياة في جميع مدن العراق، وطلبنا من المجتمع الدولي دعم الانتخابات المقبلة، وقد تلقينا دعماً دولياً لإجراء الانتخابات"، مشددا على انه "لا عودة للمسارات غير الديمقراطية".
فرنسا ملتزمة بدعم العراق
من جهته، أفاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بأن الاتحاد الأوروبي سيرسل مراقبين إلى الانتخابات العراقية المقبلة، عادا إياها "مرحلة جديدة".
وقال ماكرون في كلمة خلال انطلاق أعمال المؤتمر، "يسرني أن أعود إلى العراق مجدداً للمشاركة في مؤتمر بغداد"، موضحاً أن "مؤتمر بغداد يبين الشراكات وتحقيق السلام في المنطقة". وأوضح ماكرون أن "الشعب العراقي عانى الكثير بسبب الحروب، والعراق يتوجه اليوم نحو الاستقرار والتنمية"، مؤكدا أن بلاده "ستبقى ملتزمة بدعم العراق، ونحن هنا لتعزيز سيادة العراق". وبين، أن "الانتخابات العراقية المقبلة ستكون مرحلة جديدة، والاتحاد الأوروبي سيرسل مراقبين لانتخابات تشرين". ولفت ماكرون، إلى أن "فرنسا لديها مشاريع مختلفة في العراق، ولابد من دعم المنطقة في مختلف المجالات".
الأردن مرحبا بدور عراقي مركزي
بدوره، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن الاجتماع في قمة بغداد دليل على دور العراق المركزي. وقال عبد الله في كلمته، إن "أمن واستقرار العراق من أمننا واستقرارنا جميعا"، مشيراً إلى أن "العراق يعمل منذ أعوام بجد لترسيخ دولة الدستور والقانون". وأشار، إلى أن "دعم العراق من الأولويات، وأن اجتماع بغداد يعكس حرصنا جميعا على سيادة القانون ومساندة العراق في مسيرته"، مؤكداً أن "العراق يعمل بجد من أجل ترسيخ دولة القانون وسيادة الدستور وتحقيق آمال شعبه وتطلعاته".
وأضاف "نعلن دعمنا لجهود العراق في مكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز وحدة أراضيه والاستقرار وأن أمن العراق واستقراره أمن لنا وازدهار العراق هدفنا".
ثقة قطرية باستعادة العراق قوته
من جانبه، ثمن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الجهود المبذولة لارساء الاستقرار في العراق.
وقال آل ثاني في كلمته إن "العراق مؤهل في ارساء السلم في المنطقة ونؤكد على وحدة العراق". واضاف: "سنواصل دعمنا للشعب العراقي وواثقون من استعادة قوة العراق"، داعيا "المجتمع الدولي لتقديم الدعم للعراق".
رغبة مصرية بنقل تجربتها إلى العراق
إلى ذلك، أفاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن مؤتمر بغداد فرصة للتشاور والتعاون لمواجهة التحديات.
وقال السيسي في كلمته إن "مصر تستمر في دعم جهود الحكومة لتحقيق استقرار العراق وترسيخ موقعه إنها تقف سنداً إلى جانب الحكومة العراقيّة في تحقيق الأمن".
وأضاف، أن "مصر تنظر للإنجازات المتحققة برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وترحب بنقل تجربتها للعراق للسير معاً على الطريق نحو المستقبل". ولفت السيسي، الى أن "العراق شهد تدخلات خارجية متنوعة وأن مصر ترفض الاعتداءات على الأراضي العراقيّة". وبين، أن "مصر تتمنى نجاح الانتخابات المبكرة التي ستفتح الباب أمام الشعب العراقي للتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل الذي يستحقه وتساند الحكومة في استعادة مكانة العراق التاريخية وترسيخ موقعه في العالم العربي ودوره في المنطقة وعلى صعيد المجتمع الدولي".
الكويت تتطلع لتنفيذ الاتفاقيات المشتركة
وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، أن "العراق يعد إحدى الركائز الأمنية والاقتصادية في المنطقة".
وقال الصباح في كلمته، إن "العراق مقبل على مرحلة مهمة تتمثل بالانتخابات، وأن الكويت ستبقى مساندة للعراق".
وأضاف: "نتطلع لمواصلة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع العراق"، معرباً عن "شكره لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على الدعوة لعقد مؤتمر بغداد".
إشادة تركية بالورقة البيضاء
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده ستستمر بتقديم الدعم للعراق لتحقيق الاستقرار.
وقال أوغلو في كلمته، إن "الورقة البيضاء خطوة مهمة لتحقيق الإصلاح الاقتصادي".
وتابع، "ماضون في دعم العراق، واستقراره أمر حيوي لسائر دول المنطقة ومستعدون للمساعدة في إعادة إعمار العراق عبر تنفيذ مشاريع حيوية". وذكر وزير الخارجية التركي، ان "العراق لا يجب أن يكون ساحة للتنافس بل للتعاون والشراكة"، مبينا، "لا مكان للإرهاب في مستقبل العراق".
وأردف، "دون الأمن لا تتحقق التنمية الاقتصادية وسنواصل الدعم لتقوية المؤسسات في العراق"، مشيرا إلى أن "العراق وبغداد من أعظم مراكز حضارتنا وتاريخنا مشترك".
واختتم وزير الخارجية التركي بالقول، "نرفض أي وجود لحزب العمال الكردستاني في العراق".
دعوة سعودية للسيطرة على السلاح المنفلت
بدوره، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن مؤتمر بغداد جاء بوقت تحتاج فيه منطقتنا للتنسيق.
وقال بن فرحان في كلمته، "مستمرون بالعمل على ما يعزز استقرار العراق"، مشدداً على أن "السعودية تدعم جهود العراق في محاربة داعش والسيطرة على السلاح المنفلت".
وأشار إلى أن "هناك انفتاحا اقتصاديا بين البلدين وتم إنشاء صندوق مشترك إضافة إلى أن معبر عرعر سيشكل رافداً اقتصادياً مع العراق".
إيران تتحدث عن تضرر العراق بسبب الإرهاب
من جهته، ذكر وزير الخارجية الإيراني أمير عبد الليهان، أن العراق يلعب دوراً هاماً في المنطقة.
وقال عبد اللهيان خلال كلمته إن "العراق الجديد المتحرر من الإرهاب بحاجة لإعادة الإعمار"، مبينا، ان "العراق يلعب دورا هاما في المنطقة وإيران كانت أول دول المنطقة التي اعترفت بالعراق الجديد". وأضاف، "إيران إذ تدعم امن واستقلال ووحدة أراضي العراق تعلن استعدادها لتنميته".
وتابع، ان "العراق تضرر كثيراً بفعل ظهور الجماعات الإرهابية"، مبينا، "لولا الإرادة الشعبية ودعم المرجعية الدينية لما كان سيعرف ما سيحل بالعراق من قبل التيارات الإرهابية". وشدد على "دعم أمن واستقرار العراق بمشاركة دول الجوار".
وأردف وزير الخارجية الإيراني ان "طهران تؤكد على تحقيق السلام والتباحث الإقليمي ونؤكد على تحقيق السلام عبر الحوار بين دول المنطقة بعيدا عن التدخلات الأجنبية والأمن لا يستتب إلا عبر الثقة المتبادلة بين دول المنطقة".
جامعة الدول العربية.. نبذ للطائفية
من جانبه، أكد أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، دعم الجامعة لجهود العراق الساعية إلى بناء علاقات جديدة مع دول المنطقة. وقال أبو الغيط في كلمته إن "العراق يسعى إلى بناء علاقات جديدة مع دول المنطقة وجامعة الدول العربية تدعم هذا الجهد وتريد أن يكون العراق جسرا للتواصل". وأضاف أن "الجامعة لا تريد أن يكون العراق ساحة للصراعات وجمعتنا في مؤتمر بغداد محبة العراق ومن دواعي سرورنا أن نشارك في المؤتمر". وشدد على أنه "آن الأوان أن تُمحى الطائفية من دول المنطقة ويسود السلام والاستقرار".
منظمة التعاون الإسلامي.. رفض للتطرف
وفي السياق ذاته، أكد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد، أن العراق مقبل على مرحلة جديدة تتمثل بالبناء والتنمية.
وقال بن أحمد، في كلمته، إنه "من دواعي سروره أن يشارك في هذا المؤتمر المهم، الذي يمثل فرصة للمشاركة والحوار مع جميع الدول"، مبيناً أن "هذه المبادرة تأتي في وقت يحتاج فيه العراق لكل الدعم والمساندة لمواجهة التحديات التي يواجهها".
وأضاف بن أحمد، أن "السعودية تشجع جهود الشراكة بمختلف أنواعها مع العراق، وإعادة الإعمار ودحر الإرهاب والتطرف، والتعاون مع الجميع في القضايا التي تشترك فيها مع المجتمع الدولي".
وأوضح أن "العراق يقف اليوم على مرحلة جديدة وهي مرحلة البناء والتنمية مما يتطلب دعمه إقليميا ودوليا، دون التدخل في شؤونه وخياراته الداخلية"، داعياً "دول المنطقة العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية الى دعم العراق في اطار احترام سيادته على أرضه وشعبه والاستجابة الجادة لدعوته الصادقة في المشاركة".
وختم بن أحمد حديثه بالقول: "نحن على ثقة بأن العراق وما يمتلكه من قدرات بشرية واقتصادية سيعيد مكانته في العالم".
مجلس التعاون الخليجي.. مؤتمر جديد
وفي سياق متصل، أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، الإعداد لعقد مؤتمر تحت عنوان (مؤتمر الإعمار والاستثمار الخليجي – العراقي) في الفترة المقبلة.
وقال الحجرف خلال كلمته، إن "المجلس يدعم العراق ويتطلع لتعزيز علاقته الستراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي".
وأضاف أن "المجلس يعد العدة لعقد مؤتمر الإعمار والاستثمار الخليجي – العراقي في الفترة المقبلة في إطار دعم مجلس التعاون للعراق".
وشدد الحجرف، على "ضرورة متابعة مخرجات مؤتمر الكويت التي نصت على دعم العراق اقتصادياً"، لافتاً إلى أن "علاقة مجلس التعاون الخليجي مع العراق تأتي ضمن ثوابت".