ميسان/ مهدي الساعدي
يعدّ جسرا الجمهوري واليوغسلافي من أهم معالم مدينة العمارة مركز محافظة ميسان، لكنهما تعرضا مؤخراً إلى أضرار قلّلت الإدارة المحلية من أهميتها وتحدثت عن إصلاحهما بالإمكانيات المتوفرة، لكن ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا هذه الأعمال ووصفوها بالترقيعية، مشددين على ضرورة استثمار أجور الجباية "المرتفعة" فـي عمليات الصيانة.
وتداولت العديد من وسائل الإعلام المحلية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنيت في الآونة الأخيرة صوراً تظهر حدوث تخسفات وحفر في منتصف وأكتاف الجسرين مما يعرض حياة المواطنين والسير لخطر السقوط والحوادث المختلفة، مما حدا بتدخل فرق الدفاع المدني لتحذير المواطنين من تلك الأضرار. ويقول الباحث الميساني منذر نعيم في حديث إلى (المدى)، إن "جسر العمارة أو ما يسمى عرفاً (الجسر الجمهوري)، يعدّ واحداً من أقدم جسور المحافظة".
وأضاف نعيم، أن "تشييد الجسر يعود إلى عامي 1955 و1957 من قبل شركة فيليب هولزمان الألمانية لذا لقبه أبناء المدينة في بداية الأمر بالجسر الألماني".
وأشار، إلى أن "مدة أواخر الخمسينيات وبالتحديد في العهد الملكي شهدت انجاز الجسر بفترة قياسية رغم بساطة الآلات والمعدات آنذاك". ولفت نعيم، إلى "استبدال اسم الجسر بعد ثورة 1958 حيث أطلق عليه ابناء المدينة (الجسر الجمهوري)، أو الجسر الأخضر بالنظر إلى لونه". وأكد، أن "المدينة شهدت في الحقب المتلاحقة من القرن الماضي تشييد جسر آخر من قبل شركة يوغسلافية، وهو ما حدا بأبناء المدينة لأن يطلقوا عليه تسمية الجسر اليوغسلافي، ويربط الطريق السريع الذي يصل بين بغداد والبصرة". وترى مديرية طرق وجسور المحافظة تداول الصور تضخيما للحدث، وان البعض منها يعود إلى جسور في محافظات أخرى، منتقدة اللجوء إلى أسلوب ما وصفته بالتسقيط وإثارة الرأي العام.
وذكرت المديرية في بيان تلقته (المدى)، أن "بعض صفحات التواصل الاجتماعي قامت بتهويل وتضخيم أخبار حول دائرة الطرق والجسور في ميسان".
وعدّ البيان، ما يتم تداوله بـأنه "خبر عار عن الصحة لكونها نشرت صور جسر في محافظة البصرة وتم تنسيبه إلى مديريتنا".
وتحدث، عن "تكرار ذلك بنشر وتهويل خبر حول انهيار جسر الجمهورية الحديدي"، واصفاً الخبر بأنه "أضخم من الحقيقة وهذا بخس بحق مديريتنا".
ونوه البيان، إلى "صيانة الجسر وبالإمكانيات الذاتية"، مشدداً على الاحتفاظ بالحق القانوني "ضد محاولة تسقيط وإثارة البلبلة بين المواطنين قبل التأكد من صحة الخبر وكيفية المعالجة من الجهات المعنية".
وعلى صعيد متصل، طالب ميسانيون مديرية طرق وجسور المحافظة بإصلاح تلك الحفر والتخسفات من خلال أجور الجباية المرورية المستوفاة من كل معاملة بيع وشراء للسيارات، حيث تصل إلى 40 ألف دينار عن كل معاملة.
يأتي ذلك فيما توضح المديرية في أكثر من موقف لها أن "العمل دائم وبمجهود ذاتي؛ لعدم توفر السيولة المالية لا من تخصيصات الصيانة ولا من قانون المرور رقم (40)، الخاصة بالجباية"، منوهاً إلى أن "المبالغ تذهب إلى الحكومة الاتحادية ولم تتلق الدائرة أي شيء رغم مطالباتها المستمرة".
ويؤكد مختصون أن الجسرين كانا قد تعرضا إلى قطع وسقوط جزئي بسبب هجمات صاروخية خلال حرب الخليج الثانية عام 1991، وتمت إعادتهما للعمل مما يوجب التعامل معهما بحذر واخذ ذلك بعين الاعتبار من قبل المعنيين في المحافظة. ورغم حصول بعض المعالجات للأضرار في جسر الجمهورية، لكن العملية واجهت انتقاداً من مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات المحلية، حيث تم وصفها بأنها ترقيع مستعجل وغير مدروس، مؤكدين أهمية أن تأتي حلول علمية وواقعية تنتشل الجسرين من واقعهما الذي تم وصفه بالمرير.
وفي مقابل ذلك، ذكرت مديرية طرق وجسور المحافظة أن "كوادرنا عادت إلى منطقة الضرر بصورة مستعجلة، وذلك في ساعات متأخرة من الليل لكي لا تؤثر في حركة السير".
ويقول مدير طرق وجسور ميسان يعقوب يوسف، إن "أعمال الصيانة مستمرة وبالإمكانيات والجهود المتاحة ومنها صيانة ومعالجة المناطق المتضررة للطريق المعروف باسم (عمارة -بتيرة فجر) بمادة الإسفلت للحد من الحوادث المرورية".
وكان يوسف قد أعلن في وقت سابق عن "المباشرة باعمال تبليط طريق (بتيرة- فجر) بطبقة الأساس القيري".
وأشار إلى أن "أحد أعضاء مجلس النواب الذين يمثلون المحافظة ومحافظ ميسان كانا قد زارا موقع العمل واطلعا عليه عن قرب". وشدد يوسف، على "وجود إشادة بدور العاملين من الإشراف والتنفيذ وتأكيد على الإسراع بانجاز المشروع بالمدة المحددة وبموجب المواصفات الفنية المطلوبة وبجودة عالية".
ونوه المسؤول المحلي إلى أهمية الطريق الستراتيجية، معتبراً أنه سوف "يساهم بالحد من الحوادث المرورية وسهولة وتسهيل السفر من والى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء ويخدم الزوار الأجانب القادمين من إيران". يذكر أن هذا الطريق تسبب بكثير من الحوادث المرورية التي أدت إلى وفاة العديد من المارة، حيث تم وصفه من قبل الناس بأنه طريق الموت داعين إلى معالجة أضراره.