 ذي قار/ حسين العامل

قررت دائرة صحة ذي قار إيقاف صرف الأغذية إلى مرضى كورونا في كافة مراكز العزل، وعزت ذلك إلى قلة التخصيص المالي، فيما عد مراقبون ذلك القرار تنصلاً عن مسؤولية رعاية المرضى. ويأتي قرار دائرة الصحة بعد 45 يوماً من حريق مركز النقاء المخصص لعزل المصابين بفايروس كورونا، الذي أودى بحياة 64 مريضاً ومرافقاً وإصابة آخرين، اعتبرتهم الحكومة شهداء.

وجاء في الأمر الإداري الصادر من دائرة صحة ذي قار والذي اطلعت عليه (المدى)، انه "استنادا للصلاحية المخولة لنا بموجب أمر محافظة ذي قار ذي العدد ٦٦٢٢ في 10/ أيار/ 2016، وبعد المداولة مع مدراء اقسام ديوان الدائرة واللجنة الاستشارية تقرر إيقاف صرف الأغذية إلى مرضى كورونا في كافة مراكز العزل وذلك لقلة التخصيصات المالية واعتبارا من تاريـخ 27/ آب/ 2021".

من جانبه، قال مدير عام دائرة صحة ذي قار سعدي الماجد إن "المرضى الراقدين في مراكز العزل جميعهم يتلقون العلاج تحت منظومة الأوكسجين وبحالة صحية حرجة لا تسمح لهم بتناول الأطعمة".

وأضاف الماجد، أن "تخصيص الأموال لطعام لا يتناوله المرضى غير صحيح، في وقت نعاني من نقص التمويل والديون".

وأشار، إلى أن "القرار جاء بناء على استشارة الأطباء والمختصين ومجلس الإدارة ولم يتخذ على نحو فردي".

وبين الماجد، أن "إجمالي عدد المرضى الراقدين في مراكز عزل كورونا يقدر بـ370 مريضاً في ذي قار في الوقت الحاضر".

من جانبهم، عبّر عدد من الناشطين والمواطنين عن انتقادهم لقرار دائرة الصحة مشيرين إلى ان حق تلقي العلاج والدواء في المؤسسات الصحية دستوري وإنساني لا يمكن التنصل عنه تحت أي ظرف كان.

وقال المواطن فاضل صبر إلى (المدى)، إن "قرار دائرة الصحة بحرمان مرضى كورونا من تخصيص الطعام يعدّ غريباً".

وتابع صبر، أن "جميع الأطباء ينصحون المصابين بفايروس كورونا بتناول كميات مضاعفة من الطعام لغرض مقاومة المرض وتقوية المناعة"، متسائلاً "هل من المعقول ان يأتي التقشف على طعام المريض تحت ذريعة نقص التمويل؟".

ويرى، أن "ذريعة نقص التمويل في بلد نفطي مثل العراق تبدو غير مقنعة"، مشدداً أن "حياة المرضى وتوفير الدواء والغذاء لهم هو أمر واجب التنفيذ وليس مستحباً؛ كونه يتعلق بحياة المواطنين الذين يعانون من أخطر وباء عرفه التاريخ".

وكانت النيران قد التهمت في ليلة الاثنين 12/ تموز/ 2021، مركز النقاء المخصص لعزل المصابين بفايروس كورونا بالكامل وحاصرت مئات من المرضى ومرافقيهم ما أدى إلى وفاة 64 مريضاً ومرافقاً، صنفت جثث 22 منهم كمجهولة الهوية اثر التشوهات التي لحقت بها، فيما أسهمت جهود مئات المتطوعين واسر الضحايا في إنقاذ 50 شخصاً من المرضى المحاصرين بالنيران وإخلاء جثث الضحايا.

ومن جانبه استذكر المواطن قاسم علي الحملة التطوعية التي قام بها "الأهالي والمتظاهرين في ساحة الحبوبي لدعم مرضى كورونا الراقدين في مستشفى الحسين التعليمي في منتصف عام 2020". وتابع علي، أن "الحملة شهدت نقل الفواكه والخضر إلى المستشفى من خلال عجلات الرافعة".

ويجد، أن "ما يحصل مخالف لكل الأعراف والقوانين وإذا كانت المؤسسات الحكومية عاجزة عن توفير الطعام للمرضى فما عليها إلا أن تطلق حملة تطوعية ليبادر الأهالي بتوفير كل ما يحتاجه المرضى والمصابون".

ولفت علي، إلى أن "الأهالي والمتظاهرين سبق وان قاموا بالعديد من الحملات الإنسانية في هذا المجال، وفي ذروة مخاطر انتشار كورونا وفي الأشهر الأولى من الجائحة".

وكانت محافظة ذي قار قد شهدت في الأشهر الأولى من عام 2020 انطلاق العديد من المبادرات المجتمعية لدعم الأسر الفقيرة والمصابين بفايروس كورونا فضلاً عن نشر فرق تطوعية لتعفير المنازل والأماكن العامة، إذ بادر 40 فريقاً تطوعياً من متظاهري ساحة الحبوبي في نهاية آذار من العام المذكور بتقديم الدعم المجتمعي في مجال الإغاثة وتقديم المساعدات الغذائية وتعفير المنازل لمواجهة مخاطر انتشار وباء كورونا.

فيما بادرت مجاميع أخرى بتأمين قناني الأوكسجين والأدوية المفقودة بالمستشفيات وتجهيزها مجاناً للمرضى الراقدين، وفي مبادرة أخرى توجه متطوعون لنقل الفواكه والخضروات بعجلات الرافعة؛ لتجهيز المرضى في مستشفى الحسين التعليمي، وذلك بعد نشر احد المرضى تغريدة أعرب فيها عن رغبته بتناول الفاكهة.

وكانت محكمة تحقيق الناصرية المختصة بقضايا النزاهة قد اصدرت منتصف الشهر الماضي، أوامر قبض بحق ١٣ متهما وفق أحكام المادة ٣٤٠ من قانون العقوبات، بينهم مدير صحة المحافظة السابق على خلفية حريق مركز النقاء الخاص بعزل مصابي كورونا في مستشفى الحسين التعليمي.