علي حسين
كثير جداً من القدرة على الادعاء والجرأة على تصدر المشهد في كل شيء، وكثير من الضحك على المواطن البسيط ، مع قليل جداً من احترام عقول الناس، مع غابة من الأربطة الملونة والبدلات التي فصلت خصيصاً للمناسبة، والمفردات المقحمة عن الإصلاح والمواطنة والعالم "البمبي" الذي نعيش فيه - مع الاعتذار للراحلة سعاد حسني- ، هذه هي الخلطة التي يقدمها لنا "سوق الرافدين " ،
عفواً مركز الرافدين لصاحبه زيد الطالقاني . لست في وارد الحديث عن ما قدمه المركز من ندوات، وما بثته القنوات عن المنجزات التي تحققت خلال التسعة عشر عاماً الماضية، ولكن هل يعقل أن الجميع يستنكر مطاردة المحتجين، ولا أحد يسأل: إذن من يلاحق هؤلاء الشباب؟ سيقول البعض: ايها الكويتب ما الذي يضرك أن تعقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة الحالة العراقية؟، ألست من الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الخراب والفشل؟ أعرف أن هذه البلاد بحاجة إلى مراجعة حقيقية تفتح بها الملفات المغلقة ومصارحة المواطنين بما جرى خلال الأعوام الماضية، كل هذا أتفهّمه، ولكن، الذي ما لا أفهمه، ولا أصدقه، كيف يتمكن "الشاطر" زيد الطالقاني من أن يجمع كل هذه الكوكبة من المسؤولين، في الوقت الذي تُسدّ هذه الأبواب أمام الإعلاميين العراقيين، والأهم أنها تُغلق بوجه المواطن الذي يبحث عن طوق نجاة؟
إذا أردت الجواب عن ظاهرة زيد الطلقاني ستجدها حتماً في دفاتر الديمقراطية العراقية الممتعة والظريفة، خصوصاً حين يخوض سدنتها نقاشاً بيزنطينيّاً حول مَن المسؤول عن كل ما جرى؟ ففي كل الاحول ستعيش مع مهرجان الخطب "الرنانة".
ماذا كان ينقص هذا المهرجان الخطابي؟، بالتأكيد " علامة العراق" إبراهيم الجعفري الذي فاجأ الشعب العراقي باختفائه، وهذا أمر غريب، وكل ما نتمناه أن تكون هذه المفاجأة "كذبة نيسان"، وأن يخرج علينا السيد الجعفري ليخبرنا أنه باقٍ معنا. ولأننا شاهدنا "الخبير" الستراتيجي محمد الحلبوسي يناقش بحرارة الحلول التي ستنقذ هذه البلاد، كنا نتمنى من القائمين على الملتقى دعوة "كسينجرالعراق " موفق الربيعي، ليشرح للعراقيين معنى النزاهة، ويقدّم لنا خطاباً "شفافاً" حول الأمن الذي ازدهر بعهده.
بعد 19 عاماً من الفشل، اكتشفنا أنّ ساستنا الأفاضل يختلفون على مَن هو الكاذب ومن هو الكذّاب ، أما المسؤولية عن ملفات الفساد فهذا الأمر متروك للزمن الذي سيضعها على الرف حتماً، ولهذا لا داعي لأن نبحث عن مصادر ثروات المسؤولين الذين هم بالأساس ثروة وطنية.
شكراً لمركز الرافدين على طرفة "بناء العراق" حيث أمتعنا وسط بحر من الخطب والشعارات ، وسأرفع من اليوم يدي بالدعاء إلى الله تعالى أن يديم علينا نعمة " سوق الرافدين " .
جميع التعليقات 1
عدي باش
ساستنا (الأشاوس) .. يكذبون بمنتهى الصدق ، و يتآمرون بمنتهى الإخلاص / أحمد مطر