شعر: أديب كمال الدين
علّمني مِن علمِكَ شيئاً!
كذّاباً كانَ مِن النّوعِ الذّهبيّ،
بل مِن النّوعِ الأسطوريّ،
بل مِن نوعٍ لم يُرَ مِن قبل
ولم يُعْرَفْ أبداً مِن قبل!
حتّى أنَّ الشّيطان رآه
وبكى بينَ يديه
وقالَ لهُ: أرجوك،
علّمني مِن علمِكَ شيئاً!
هَجّاء
حينَ بلغَ مِن العُمرِ عِتِيّا
تَعِبَ مِن شتمِ النّاسِ وهجائهم،
فأخذَ يهجو نَفْسَه.
ثُمَّ تذكّرَ أنَّ الحُطَيئة
قد سبقَهُ إلى هذا المجد الأسطوريّ
فهجا الحُطَيئة
وحاءَ الحُطَيئة
وطاءَ الحُطَيئة.
ثُمَّ زادَ وزادَ وزاد
فهجا كلَّ مَن ذكرَ الحُطَيئة
حتّى لو كانَ الأمرُ سِرّا
أو ما يشبهُ السِّر!
شاعر كُحوليّ
ماتَ الشّاعرُ الكُحوليُّ أخيراً،
ماتَ سعيداً مُبتهجاً
مثل يتيمٍ أُعْطِيَ حذاءً جديداً.
نعم،
ماتَ وهو في أقصى حالاتِ السُّكْرِ والنّشوة
حتّى أنّه كانَ يضحكُ ويتمايلُ ويقهقه
وهو يطيرُ مُغادراً الأرض
ولم يصحُ من نشوتهِ الكبرى
إلّا على أبوابِ جهنّم!
ضفدع باشو
كتبَ باشو اليابانيّ قصيدته الوامضة
عن الضّفدعِ الذي قفزَ إلى البركةِ الهادئة.
فجاءَ من بعدهِ آلافُ الشّعراء
ليكتبوا قصائدهم الوامضةَ كما فعلَ باشو.
أَما كانَ الأجدرُ بهم
أن يقفزوا إلى البركة
ليكتشفوا ومضةَ الحياةِ كما فعلَ الضّفدع؟
جميع التعليقات 1
Anonymous
مدهش حرفك شاعرنا القدير