TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ويحدثونك عن النزاهة!

العمود الثامن: ويحدثونك عن النزاهة!

نشر في: 12 سبتمبر, 2021: 10:49 م

 علي حسين

جميل جداً هذا النظام السياسي، نادراً ما تجد فيه مسؤولاً أو سياسياً لا يراوغ ، بل ونادراً ما تجد فيه حزباً أو تنظيماً تواضع ودخل العملية السياسية من أجل الخدمة العامة، حيث تطغى المنفعة الشخصية فوق كل الخُطب والشعارات، فهناك اليوم وفرة هائلة من المحسوبية والانتهازية.

كنت قد قرأت خبراً مثيراً يقول إن رئيس مجلس الدولة الصيني، لي كه تشيانغ أمر بالتحقيق مع مسؤولين بسبب فيضان راح ضحيته العشرات من المسؤولين الذين وجدوا أنفسهم، متهمين بخيانة ثقة الشعب، اعترفوا بتصريحات للصحافة أنهم سيتقبلون أية عقوبة لأن مسؤوليتهم الحفاظ على أرواح الناس.

ظل الغرب يعامل الصين على أنها بلاد متخلّفة غير قادرة على التطور. فيما نجد اليوم أن النسبة الأكبر من المتفوقين في جامعات أميركا هم من تلك البلاد "المتخلّفة" التي كان الغرب يتصور أنها ستغرق في الأفيون، ففاجأته بأن تحولت إلى اقتصادات مزدهرة، فيما مانزال نحن نياماً حيث نجوع ونرفع رايات الطائفية والانتهازية، ونصر على أن نمنح كرسي هيئة الإعلام والاتصالات للزعيمة حنان الفتلاوي.

ثمة أحداث كثيرة لا نراها في عناوين صحفنا المشغولة بحزب الحلبوسي التقدمي ومعركة الثأر بينه وبين جماعة "عزم"، وصراخ مشعان الجبوري الذي لا يزال متواصلاً، وانتظار الجماهير عودة حنان الفتلاوي، والاصرار علن اننا عائدون لنبني الدولة !! .

عزّز دنغ كسياو بنغ، باني الصين الحديثة، الدعوات إلى حكمة قديمة تقول: "إبحث عن الحقيقة من خلال الوقائع"، في إشارة مقصودة إلى أنه لا توجد خريطة طريق جاهزة للإصلاح والتنمية، وأنه "يتعين على الشعب أن يعبر النهر بنفسه ليتحسس بأقدامه الحصى الموجود في قاع النهر".

هل يفكر ساستنا بقراءة تجربة الصين، ويسألون أنفسهم عن حجم مسافة التقدم التي قطعتها البلاد في سنوات حكمهم؟ ما هي نسب النموّ والتطوّر والتقدم ومستويات الدخل؟ ما هي المشاريع التي اعتمدتها حكومة المالكي لتنمية قدرات هذا البلد النفطي؟ والأهم ما مقدار الاستقرار الذي تحقق؟

كم هي بسيطة هموم العراقيين أن يعرفوا، مثلاً، لماذا موازنات الثماني سنوات في عهد نوري المالكي وصلت إلى ألف مليار دولار، وليس في العراق محطات كهرباء متطورة، فيما تفتقد معظم المدن إلى ماء صالح للشرب، لا ضمان اجتماعي وصحي ولا شوارع نظيفة، اليوم تبحث الناس عن دولة غير محكومة بالفساد، المواطن اليوم ينتحب ويكتئب حزناً على ضياع الحلم بأيدي مجموعة من السياسيين محدودي الأفق ومتواضعي القدرة.. بعد تسعة عشرعاما من المهازل ، لا أحد يريد أن يجيب عن مَن الذين يديرون الآن عشرات المليارات من أموال العراق المسروقة في مشاريع تجارية وصفقات سياسية؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عدي باش

    سياسيونا ... الأراذل : يكذبون بمنتهى الصدق ، و يخونون بمنتهى الإخلاص .. يا لوقاحتهم !!!

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram